قَالَ أَبُو بَكْرٍ: «قَدْ ذَكَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فِي كِتَابِهِ الْمُؤَلَّفِ فِي تَأْوِيلِ مُخْتَلِفِ الْحَدِيثِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ أَهْلُ الْبِدَعِ مِنَ الطَّعْنِ عَلَى أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ فَسَادِ مَا تَعَلَّقُوا بِهِ، مَا فِيهِ مُقْنِعٌ لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ لِرُشْدِهِ، وَرَزَقَهُ السَّدَادَ فِي قَصْدِهِ. وَأَنَا أَذْكُرُ فِي كِتَابِي هَذَا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي الْحَثِّ عَلَى التَّبْلِيغِ عَنْهُ، وَفَضْلِ النَّقْلِ لِمَا سُمِعَ مِنْهُ، ثُمَّ مَا رُوِيَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْخَالِفِينَ فِي شَرَفِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ وَفَضْلِهِمْ، وَعُلُوِّ مَرْتَبَتِهِمْ وَنُبْلِهِمْ، وَمَحَاسِنِهِمُ الْمَذَكُورَةِ وَمَعَالِمِهِمُ الْمَأْثُورَةِ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِمَحَبَّتِهِمْ، وَيُحْيِينَا عَلَى سُنَّتِهِمْ، وَيُمِيتَنَا عَلَى مِلَّتِهِمْ، وَيَحْشُرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ إِنَّهُ بِنَا خَبِيرٌ بَصِيرٌ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
1 / 12