شان دعا
شأن الدعاء
تحقیق کنندہ
أحمد يوسف الدّقاق
ناشر
دار الثقافة العربية
لا يُدرِكُ المَجدَ أقوَامٌ وإنْ كَرُمُوا ... حَتى يَذِلُّوا وَإن عَزُّوا لأقوَام
وَيُشْتَموا فَتَرى الألْوَانَ مُسْفِرَةً ... لَا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أحْلَامِ
ويقال: لم يَصِفِ اللهُ -سُبحَانَهُ- أحَدًَا مِنْ خَلقِهِ بِصِفَةٍ أعَز من الحِلْم، وذلك حينَ وَصَفَ إسمَاعِيلَ بِهِ. وَيُقَالُ: إن أحَدَا لَا يَسْتَحِقُّ اسمَ الصَّلَاحِ حَتى يَكُونَ مَوصُوفَا بِالحِلمِ، وذلك أن إبرَاهِيْمَ -صَلَوَاتُ الله عَلَيهِ (١) - دَعَا رَبهُ فَقَالَ: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصالحيْنَ) [الصافات/ ١٠٠] فَأجِيْبَ بقَوْلهِ: (فَبَشرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيم) [الصافات/١٠١] فَدَل عَلَى أَن الحِلمَ أعْلَى مآئر (٢) الصلاَحِ -وَاللهُ أعلَمُ- وَيقَال: حَلُمَ الرَّجُلُ يَحلُمُ حُلْمًا، بضم اللاَّمٍ في المَاضِي والمُستَقْبَلِ، وحَلَم في النومِ، بِفتْحِ اللامِ يحلُم حلْمًا، اللام في المُستَقْبَل، والحاءُ في المَصَدَرِ مِنه، مَضمُومَتَانِ.
٣٤ - العَظِيمُ: هُوَ ذو العَظَمةِ والجَلَالِ، وَمَعْنَى العِظَم فِي هَذَا منْصَرِفٌ إلَى عِظَمِ الشأنِ، وَجَلَالَةِ القَدْرِ دون العِظَم الذِي هُوَ مِنْ
_________
= وفي العقد الفريد ٢/ ١٢٠، وفي البيت الثاني اختلاف في الرواية عما هنا.
والبيت الأول في المصادر السابقة برواية "لن يدرك" وهما في ذيل أمالي القالي ص ٤١، قال البكري في ذيل اللآلىء ص ٢٢: "البيتان رواهما ثعلب في أماليه، قال: أنشدنا عبد الله بن شبيب قال: أنشدني ابن عائشة لأبي عبيد الله بن زياد الحارثي .... "؛ قلت: لم أجدهما في مجالسه.
(١) في (م): "﵇".
(٢) في المغربية: "أمائر"، وفي اللسان (مار): "ماءره، مماءرة: فاخره" فعلى هذا؛ المآثر: المفاخر.
1 / 64