يَستَحل السَبّ، وإنما يشتم عِندَ الغضب، وَمنهم مَنْ يستَحل وَيستبيح (١) وَلاَ يُبَالي مِنْ العتَبِ، وَمنهم مَنْ يَعد السَبّ قربة وَطاعَة وَيجعَلهُ وَظِيفة وَصنَاعة.
وَلقد سمَعت عَن سَيدي وسَندي في عِلم التفِسير، الشيخ عَطيّة المكي السّلمي (٢): أن خارِجيًا مِمن يزعم أنه مِنْ الفضلاءِ العُلماءِ (٣)، كَانَ ورده سَبّ علي كرم الله وَجهه ألفَ مَرة، بَين صَلاة الصّبح وصَلاة العشاء، فسُبحانَ مَنْ خَلقَ في ملكه مَا يشاء.
وَقد وَرد: «لا تسبَوا الشيطان وَتعَوذوا بالله مِنْ شرِهِ» (٤) وَفيه تنبيه نبيه عَلى الترقي مِنْ حَال التفرقة المعَبر عَنها بالأبنية إلى مَقامِ التوحيد الصّرف وَالجمعية، وَالحمدُ لله عَلى مَا أعطاني مِنْ التوفيق وَالقدرَة عَلى الهجرة مِنْ دَار البدعة إلى خير ديار السّنة، التي هِي مُهِبط الوحي وظهِور النبوة، وَأثبتِني عَلى الإقامَة مِنْ غَير حَول مِنّي ولا قوة.
وَمع هَذا أكَره رُؤية هَذِهِ الطائفة الرديئة خصُوصًا عندَ طوافِ (٥) الكعبَة [٨/ب] الشريفة العَلية، مَع أنهم كالمنَافقِينَ في مَقام التقيّة، وَالتسَتر فيمَا بَينَ الجمَاعَة الشافعِية التقيّة حتى يسمعُوا الشافعية، وَبهذَا المُوجب اشتبَه، قالَ بَعض الشافعِية [عند السادة الحنفية لكن الفرق الشافعية] (٦) يقبضونَ أصابعهم
_________
(١) في (د): (ويبيح).
(٢) هو عطية بن علي بن حسن السُّلمي المكي، عالم مكة وفقيهها، له تفسير للقرآن الكريم، وفاته سنة ٩٨٣هـ. الأعلام: ٤/ ٢٣٨؛ الموسوعة الميسرة: ٢/ ١٥٣٣.
(٣) في (د): (والعلماء).
(٤) الحديث أخرجه الديلمي، في مسند الفردوس: ٥/ ١١، رقم ٧٢٩٠. قال الشيخ الألباني (صحيح). صحيح الجامع: رقم ٧٣٨١.
(٥) في (د): (طوائف).
(٦) زيادة من (م).
1 / 50