وَقد صرحَ العلامة (١) التفتازَاني (٢) في (شرح العَقائد) (٣) بأن سَب الصَحابة بدعَة وفسق (٤)، وكذا
صَرح أبُو الشكور السالمي (٥) في (تمهيده) (٦): أنَّ سَبَّ الصَّحابة ليسَ بكفر، وَقد وَردَ عَنهُ ﷺ: «أن مَنْ سَب الأنبيَاء قتل، ومَنْ سَب أصحَابي جلد» رَواهُ الطبَراني عن علي كرمَ الله وَجهَهُ (٧)، رَواه أيضًا عَن ابن عَباس: «مَنْ سَبّ أصحَابي فعَلَيه لعَنةُ اللهِ وَالملائكة وَالنَّاسِ أجَمعِينَ» (٨).
_________
(١) في الأصل (علامة) ولا تصح، وقد سقطت هذه الكلمة من (د).
(٢) هو سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني، من أئمة العربية والفقه والمنطق والبيان، له مؤلفات عديدة، وفاته سنة ٧٩٣هـ. الدرر الكامنة: ٦/ ١١٢؛ شذرات الذهب: ٦/ ٣٩١.
(٣) المسماة (شرح العقائد النسفية). هدية العارفين: ٢/ ٤٣٠.
(٤) كذا ذكر المؤلف، وهذه المسألة خلافية بين الفقهاء، قال القاضي أبو يعلى: «الذي عليه الفقهاء في سبِّ الصحابة، إن كان مستحلًا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلًا فسق، ولم يكفر سواء كفرّهم أو طعن في دينهم مع إسلامهم، وقد قطع طائفة من الفقهاء من أهل الكوفة وغيرهم بقتل من سب الصحابة». الصارم المسلول: ٣/ ١٠٦١.
(٥) هو أبو شكور محمد بن عبد السيد بن شعيب الكشي السالمي الحنفي. كشف الظنون: ١/ ٤٨٤.
(٦) هو (التمهيد في بيان التوحيد)، قال حاجي خليفة: «وهو مختصر في أصول المعرفة والتوحيد». كشف الظنون: ١/ ٤٨٤.
(٧) المعجم الصغير: ١/ ٣٩٣؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق: ٣٨/ ١٠٣. قال الهيثمي: «وفيه عبيد الله بن محمد العمري، رماه النسائي بالكذب». (مجمع الزوائد: ٦/ ٢٦٠، والحديث (موضوع) كما حكم عليه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع: رقم ٥٦١٦.
(٨) المعجم الكبير: ١٢/ ١٤٢، رقم ١٢٧٠٩؛ الخلال، السنة: ٣/ ٥١٥؛ ابن عدي، الكامل: ٥/ ٢١٢؛ الجرجاني، تاريخ جرجان: ص ٢٧٤. قال الشيخ الألباني (حديث حسن). الجامع الصحيح: رقم ٦٢٨٥.
1 / 35