Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ناشر
دار القمة
ایڈیشن
-
پبلشر کا مقام
الإسكندرية
اصناف
يشبع، ولا يشاركه أحد، ولما علمت أن أهل الخندق قد دعوا كلهم جميعا غضبت من زوجها، وظنت أنه لم يخبر النبي بقلة الطعام.
الفائدة الخامسة:
بركة بصق النبي في الطعام وبركة دعائه، مع أن البصق يتعففه الناس، ولكن الصحابة لم يكونوا يتعففون من شيء يخص النبي؛ لعلمهم ببركته حتى النخامة.
٦- نسيانه ﷺ:
عن عائشة ﵂ قالت: سمع النّبيّ ﷺ رجلا يقرأ في المسجد. فقال: «﵀، لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهنّ من سورة كذا وكذا»، وزاد عبّاد بن عبد الله عن عائشة:
(تهجّد النّبيّ ﷺ في بيتي، فسمع صوت عبّاد يصلّي في المسجد. فقال: «يا عائشة أصوت عبّاد هذا؟» قلت: نعم. قال: «اللهمّ ارحم عبّادا» «١» .
الشّاهد في الحديث: قوله ﷺ: «﵀ لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتهن من سورة كذا وكذا» . وقد أردت بهذا الباب إثبات (نسيانه ﷺ؛ لبيان أنه ﷺ كان يعتريه ما يعتري البشر، من صفات النقص البشري، وهو النسيان، وأن هذا ليس عيبا فيه ﷺ لأنه لا يؤثر على تبليغه شرع الله- ﷾ وأنه ﷺ يشارك البشر في كل صفات البشرية، إلا ما ورد الدليل على اختصاصه بعكس تلك الصفة، مثل: رؤيته من خلف ظهره، وعدم نوم قلبه، وغير ذلك مما ورد في مواضع كثيرة متفرقة في هذا الكتاب وغيره، وليس هذا هو الموضع الوحيد الذي ثبت فيه نسيانه ﷺ بل هناك مواضع أخرى، فقد ورد أنه ﷺ خرج إلى الصلاة، يؤم الناس ثم تذكر أنه جنب، فدخل فاغتسل وانتظره الصحابة على هيئتهم- أي وقوفا- قد اعتدلت صفوفهم حتى خرج إليهم ﷺ بعد ما اغتسل، فعن أبي هريرة ﵁:
(أنّ رسول الله ﷺ خرج، وقد أقيمت الصّلاة، وعدّلت الصّفوف حتّى إذا قام في مصلّاه انتظرنا أن يكبّر انصرف قال: على مكانكم، فمكثنا على هيئتنا حتّى خرج إلينا ينطف رأسه ماء، وقد اغتسل) «٢» .
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
جواز نسيان النبي ﷺ بعض آيات القرآن الكريم، ولكن لا تمحى
(١) البخاري، كتاب: الشهادات، باب: شهادة الأعمى وأمره ونكاحه ...، برقم (٢٦٥٥) .
(٢) البخاري، كتاب: الأذان، باب: هل يخرج من المسجد لعلة، برقم (٦٣٩) ومسلم، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: متى يقوم الناس للصلاة، برقم (٦٠٥) .
1 / 352