Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ناشر
دار القمة
ایڈیشن نمبر
-
پبلشر کا مقام
الإسكندرية
اصناف
٣- أدبه الجم ﷺ مع مقام الألوهية، حيث قال ﷺ في أدب رفيع عن درجة الوسيلة:
«لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو» . مع أنه ﷺ يعلم أنه أحب العباد إلى الله وأقربهم منه منزلة يوم القيامة، ولكنه الأدب الذي يليق بمقامه ﷺ.
٤- حسن تعبده ﷺ لله رب العالمين وشعوره الدائم بالافتقار إلى خالقه ومسدي النعم إليه- ﷿، حيث لم يركن إلى عمله، بل سأل كل أحد من أمته أن يدعو الله له بإحراز تلك المرتبة العالية الرفيعة في الجنة.
٥- عظيم ما أعده الله- ﷾ لنبيه المختار المجتبى ﷺ في دار كرامته، فإذا كان الله- ﵎ أعد لعموم عباده المؤمنين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فماذا أعد- ﷾ لمن كان السبب في هداية هؤلاء العباد المؤمنين، فماذا أعد الله لمن ثقلت موازينه بأجور متساوية مع أجور الأمة بأكملها ويزيد. والله إن العقل ليقصر عن تصوّر ذلك.
الفائدة الثانية:
ليست الجنة كلها منزلة واحدة، بل هي منازل، وأعلاها درجة الوسيلة، التي لا تنبغي إلا للحبيب ﷺ، وتلك المنازل متفاوتة جدّا، ودليله ما رواه البخاري عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ في الجنّة مئة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدّرجتين كما بين السّماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنّه أوسط الجنّة وأعلى الجنّة» «١» .
الفائدة الثالثة:
ورد في هذا الحديث شروط يجب توفرها في هذا العمل لنيل شفاعة المصطفى ﷺ (ولقد اخترت فيها الأحوط من كلام العلماء) وهي:
١- الاستماع للأذان وترديده.
٢- الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان.
٣- طلب الوسيلة للنبي ﷺ، وقد علّمنا النبيّ ﷺ صيغة الدعاء في الحديث الذي رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي عنهما الله: أنّ رسول الله ﷺ قال: «من قال حين يسمع النّداء: اللهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة والصّلاة القائمة آت محمّدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الّذي، وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة» «٢» . وهو بلا شك عمل قليل (في وقته
(١) البخاري، كتاب: الجهاد والسير، باب: درجات المجاهدين في سبيل الله، برقم (٢٧٩٠) . (٢) البخاري، كتاب: الأذان، باب: الدعاء عند الأذان، برقم (٦١٤) .
1 / 222