Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ناشر
دار القمة
ایڈیشن نمبر
-
پبلشر کا مقام
الإسكندرية
اصناف
السّنة كل ما أضيف إلى النبي ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية حقيقة أو حكما حتى الحركات والسكنات في اليقظة والمنام.
وبعد هذا التعريف أستفتح الكتاب بالصلاة والسلام على خير الأنام نبينا وحبيبنا سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم حيث قال ربنا جل في علاه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: ٥٦] .
١- للرسول ﷺ طاعة مستقلة:
إن من أعظم ما تقرب به المتقربون لربنا، جل وعلا، طاعة رسوله ﷺ وامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ فإن طاعة الرسول ﷺ من طاعة الله، ومعصية الرسول من معصية الله- تعالى.، وقد أمرنا ربنا- جل وعلا- في كتابه العزيز باتباعه حيث قال- تعالى: وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر: ٧] .
أولا: مدخل لفهم الآية:
أمر الله ﷿ عباده المؤمنين بطاعة النبي ﷺ وألزمهم بها في مواضع كثيرة من القرآن العظيم، وكذا على لسان نبيه ﷺ فيما أوحاه الله إليه من الحكمة، وهذا الأمر معلوم في الدين بالضرورة لا يسع أحدا إنكاره، ولكن الذي أحب أن يعلمه الناس في هذا الموضع، وهو مدخل لفهم عنوان الباب، أن الأمر بطاعة النبي ﷺ جاء في القرآن على ثلاثة أضرب:
[الضرب] الأول:
أن طاعة الرسول ﷺ داخلة ضمنا في طاعة الله ﷿:
قال- تعالى-: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ [آل عمران: ٣٢]، وتلك الطاعة تمثل الانقياد لما أمر به الرسول ﷺ من أوامر قد أمر بها الله ﷿، مثل عموم الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والصوم وكذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
[الضرب] الثاني:
وجوب طاعة الرسول ﷺ فيما شرعه الله من أمر ونهي وتحريم وحلال:
فقد جاءت السنة الشريفة لتبين مجمل الكتاب وتوضح ما اشتمل عليه من الأوامر، بل وتخصص عمومه، يدلنا على ذلك، قوله- تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء: ٥٩]، فالسنة هي التي بينت أركان الصلاة وواجباتها وسننها ونواقضها ومكملاتها، وليس في القرآن شيء من ذلك، وكذلك فرائض الصيام والزكاة والحج، وقد تأتي السنة بما يخصص عموم القرآن، كقوله- تعالى-: وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا
1 / 24