فنهض وقال: «أفعله الساعة. هاتي الكتاب.» ومد يده إلى منطقته واستل منها دواة مغروسة فيها
واستخرج القلم منها ودفعه إليها، وأخذ من جيبه ورقة بيضاء دفعها إليها، فتناولت الورقة والقلم
وهي تتفرس في وجه سحبان وهو ينظر في عينيها. بقيا لحظة على هذه الحال كأنهما يتفاهمان
بالعيون، ثم قالت سلافة: «إن هذه هي المرة الأولى التي تخاطبنا فيها، ألا تعد ذلك تسرعا
مني؟»
قال: «جسي قلبك، فمن القلب إلى القلب دليل. وإذا كنت في ريب من صدق خدمتي، أقسمت لك بما
تريدين.» وهم أن يقسم ولكنها أمسكت بيده وقالت: «لا حاجة إلى اليمين.»
وكانت هذه هي المرأة الأولى التي تلمس فيها يدها يده منذ تعارفا، فأحس كلاهما بالقشعريرة
وهي دليل التحاب، ولا تحدث عند كل تلامس بين الجنسين، وإنما تقع بين اثنين في قلبيهما
استعداد إلى الاتحاد. أو بالتعبير العلمي «بين كهربائيتهما تجاذب» ويزيد هذه القشعريرة
نامعلوم صفحہ