وقالت كاتي بينها وبين نفسها: ولكن الوقت كان يتوافر لي دائما لأي شيء يفعله الصبي، لقد كنت أخلق له الوقت خلقا.
ومضت تقول أفكارها بصوت عال: ولكن نيلي يحتاج إلى مزيد من التشجيع، أنت تستطيعين أن تشقي طريقك في الحياة بما في أعماقك من زاد، شأنك في ذلك شأني ... ولكنه يحتاج إلى زاد كثير من خارج نفسه.
ورددت فرانسي: لا عليك يا أمي.
وقالت كاتي: إنني لم أستطع أن أفعل غير ما فعلت، ولكنه سوف يكون عبئا ينوء به ضميري سواء بسواء، كم الساعة؟ - إنها السابعة والنصف تقريبا. - هات المنشفة مرة أخرى يا فرانسي.
وبدا أن عقل كاتي يحاول أن يتعلق بشيء. - ألم يبق موضوع واحد تستطيعين قراءته علي؟
وفكرت فرانسي في القصص الأربع التي كتبتها عن أبيها، وما قالته الآنسة جاردنر عنها، وأجابت: لا. - إذن اقرئي شيئا من آثار شكسبير.
وأحضرت فرانسي الكتاب. - اقرئي الفقرة التي تبدأ: ولقد كانت ليلة مثل هذه، أود أن أزود عقلي بشيء جميل قبل أن ألد الطفل.
وكانت الكلمات المطبوعة صغيرة إلى حد أن فرانسي اضطرت إلى أن تضيء مصباح الغاز لتقرأ، ورأت وجه أمها بوضوح حين سطع الضوء، كان وجهها أغبر مربدا، إن أمها لم تكن تشبه أمها، وإنما كانت تشبه في ألمها جدتها ماري روملي، وأجفلت كاتي من الضوء فأطفأته فرانسي بسرعة. - أمي! لقد قرأنا هذه المسرحيات مرات ومرات، حتى إنني كدت أحفظها عن ظهر قلب، إني لا أحتاج إلى الضوء أو الكتاب، أمي! استمعي.
ثم تلت:
وأشرق القمر زاهيا في ليلة كهذه،
نامعلوم صفحہ