وقال نيلي في ذعر: لعل من الواجب عليك ألا تتحدثي عن الله بهذه الطريقة.
وقالت فرانسي في سخرية: إنهم يقولون إن الله عظيم، وإنه عليم بكل شيء، قادر على كل شيء، فما باله - وقد بلغ هذه العظمة - لم يساعد أبي بدلا من أن يعاقبه كما تقول! - إن كل ما قلته هو أنه أماته، ربما ليعاقبه.
وقالت فرانسي: إذا كان الله موكلا بالعالم، بالشمس والقمر والنجوم والطير والشجر والزهر جميعا، والحيوان والناس كافة، فإنك خليق بأن تظن أنه أعظم انشغالا وأجل قدرا، من أن ينفق كل هذا الوقت في عقاب رجل واحد، أجل رجل واحد كأبي.
وقال نيلي في قلق: إني لأنكر عليك تحدثك عن الله بهذه الطريقة، فقد ينزل بك ضربة تقضي عليك.
وصاحت فرانسي في شدة: ليفعلن ذلك إذن! ولينزلن بي ضربة تقضي علي هنا في هذا المكان الذي أجلس فيه.
وانتظرا خائفين، ولم يحدث شيء، وكانت فرانسي أكثر هدوءا حين استأنفت حديثها: إني لأومن بالرب ويسوع المسيح وأمه مريم العذراء، كان يسوع طفلا حيا في يوم من الأيام، يمشي حافيا كما نفعل نحن في الصيف، لقد رأيت صورة له حين كان صبيا، ولم يكن يلبس في قدميه حذاء، فلما أصبح رجلا ذهب للصيد كما فعل أبي مرة، وكان في إمكانهم أن ينالوه بالأذى هو أيضا، كما أنهم لم يستطيعوا أن يمسوا الله بضر، إن يسوع لم يكن خليقا بأن يسعى في الأرض، ينزل العقاب بالناس، لقد كان يعرفهم، فلأومن إذن بالمسيح دائما.
ورسما علامة الصليب كما يفعل الكاثوليك حين يذكرون اسم المسيح، ووضعت يدها على ركبة نيلي، وهمست: نيلي! أنا لن أبوح بذلك لأحد سواك، ولكني لم أعد أومن بالرب.
وقال نيلي: أريد أن أعود إلى البيت.
وكان ينتفض.
ورأت كاتي حين فتحت لهما الباب أن الإعياء قد غشى وجهيهما، ولكنهما كانا هادئي النفس، وقالت بينها وبين نفسها: حسنا! لقد فرجا عن نفسيهما بالبكاء!
نامعلوم صفحہ