وسألت فرانسي في تصميم: لماذا؟
وتهرب جوني قائلا: هذا هكذا ...
وتكلمت الأم قائلة: سأخبرك بالسبب، إنهم يريدون أن يكونوا على بينة ممن ينتخب، وكيف ينتخب، وإنهم ليعرفون الوقت الذي يمثل فيه الرجل أمام صناديق الانتخاب، وكان الله في عونه إذا لم يتبين لهم أنه قد انتخب ماتي!
وقال جوني وهو يشعل سيجار ماتي: إن النساء لا يعرفن شيئا في السياسة.
وساعدت فرانسي نيلي في جر الخشب خارج البيت ليلة الانتخاب، وأسهما به في أكبر ألعاب نارية في الحي، ووقفت فرانسي في الصف مع الأطفال الآخرين، ورقصوا حول النار مثلما يرقص الهنود وغنوا أغنية تاماني، فلما خبت النار وأصبحت جمرا، سطا الصبية على عربات اليد التي يمكلها التجار اليهود، وسرقوا البطاطس وشووها على النار الخابية، ولم يتوافر من البطاطس قدر يكفي جميع الأطفال، ولم تنل فرانسي شيئا منها.
ووقفت فرانسي في الشارع ترقب أشباح العائدين تتمثل على ملاءة سرير، بسطت من نافذة إلى نافذة أخرى في بيت عند المنعطف، وكان هناك فانوس سحري في وسط الشارع يعكس الأشباح على الملاءة.
وأخذت فرانسي تصيح مع الأطفال الآخرين مع كل فوج من العائدين: ها هي ذي جماعة أخرى قد عادت.
وبدأت صورة ماتي تظهر في أعلى الشاشة من حين إلى حين والجمهور يحييها بصوت خشن، وانتخب في هذا العام رئيس للجمهورية من الحزب الديمقراطي، وأعيد انتخاب الحاكم الديمقراطي للولاية، ولكن كل ما علمته فرانسي هو أن ماتي ماهوني انتصر مرة أخرى.
ونسي الساسة بعد الانتخاب وعودهم، ونعموا براحة ظفروا بها حتى حلول السنة الجديدة، التي يستأنفون بحلولها العمل من أجل الانتخاب التالي، واليوم الثاني من شهر يناير هو يوم اجتماع النساء في مقر الحزب الديمقراطي، وكانت النساء في ذلك اليوم دون سواه يستقبلن في هذا الحي الذي لا مكان فيه للنساء، ويقدم لهن شراب الكرز والكعك الصغير. وظلت النساء يتوافدن على المكان طوال اليوم، ورجال حاشية ماتي يستقبلوهن في ظرف ، لكن ماتي نفسه لم يكن يظهر أبدا، وكانت النساء حين يغادرن المكان يتركن بطاقاتهن الصغيرة المزينة، وقد كتبت عليها أسماؤهن، في وعاء من الزجاج وضع على منضدة البهو.
ولم تكن سخرية كاتي من الساسة تحول دون ذهابها إلى ذلك الاجتماع كل سنة، فكانت ترتدي رداءها الرمادي النظيف المكوي المزين بالأشرطة، ومالت على عينيها اليمنى قبعتها المصنوعة من المخمل الأخضر، بل إنها كانت تعطي الكاتب الذي أقام محلا مؤقتا خارج مقر الحزب، عشرة سنتات ليصنع لها بطاقة، وكتب الرجل عليها حرم السيد جوني نولان، ونقش الحرف الأول من كل كلمة بحروف التاج، وكان ذلك المبلغ خليقا بأن يدخر في الحصالة، ولكن كاتي رأت أنه ليس عليها من حرج، في أن تكون مسرفة مرة واحدة في السنة.
نامعلوم صفحہ