دنیائے اسلام میں خواتین کی مشہور شخصیات
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
اصناف
4
يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك وإن يدركني يومك أنصرك نصرا.
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم؟
فأجاب: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي.
وكان ابن عم خديجة هذا قد شبع من الأعوام وارتوى من حديث الأنام، تعلم العبرانية وقرأ بها الأسفار، وعرف بها الأديان ورضي بدين ابن مريم - عليه السلام - دينا، وقد صدقت نبوءته وتحقق كل ما أخبره به.
فتر الوحي بعد ذلك فترة طويلة بعد ورود جبريل الروح الأمين في المرة الأولى، فكان النبي يعتزل في الغار مترقبا لذلك الجسم المهيب بشوق عظيم، ولكن بدون جدوى فيحزن لهذا الأمر حزنا شديدا، إلا أن السيدة خديجة التي كانت تقرأ صفحات قلبه وتعلم مكنونات ضميره وحالته الروحية تبذل كل ما في وسعها لمواساته ودفعه إلى الصبر والطمأنينة.
كانت تؤيده وتؤازره وتشرح صدره وتخفف عنه أعباء الهم والحزن، تجالسه وتعاشره لتبدد عنه سحب الشك والريبة، تفاكهه وتحادثه برقيق الكلام وحلو الحديث مداواة لآلام نفسه، تسوق إليه العظات والعبر تطمينا لخاطره.
لقد أحبت بعلها حبا عميقا كبيرا بلغ من عمقه وخطورة شأنه أن أحاط الرسول بسياج يقيه من كل شر أو أذى، فكانت لروحه ظلا ظليلا ولقلبه بردا وسلاما، فلا بدع بما نراه في هذه السيدة من الصفات التي تساعد على استقبال أمور عظيمة؛ لأنها خلقت لتكون زوج ذلك الرجل الذي سيأتيه أعظم الأمور تشد أزره وتأخذ بيده، أما هو فكان يقابل هذه الصداقة الخالصة باحترامها وموادتها وإكرامها الإكرام الجزيل.
امتد أجل تلك الفترة إلى ثلاثة أعوام مضت بين مرائر الشبهة وآلام النفس، لم يتيسر للنبي الهادي رؤية جبرائيل - عليه السلام - أثناءها، وإنما كان يتراءى له ملك آخر هو إسرافيل يمده بالإرشاد والتعليم.
نامعلوم صفحہ