دنیائے اسلام میں خواتین کی مشہور شخصیات
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
اصناف
إنما كان كرهها لجعفر وسعيها في إسقاط منزلته حبا في ابنها الأمين، وكان جعفر يرى أن الأمين لا يصلح للولاية فلم يخش من مجابهة أمه بهذه الحقيقة، أغضبها ذلك التصريح فأشهرت عليه منذ ذلك اليوم حربا عوانا، وقصرت كل همها على إسقاط منزلته من نفس الرشيد، فكانت لا تعترف بمزية لجعفر، وترى فيه عدوا يجب سحقه ومحاربته، وقد نمت هذه العاطفة في نفسها إلى أن تمكنت منها وبدأت تتشوق إلى الانتقام منه وإرواء غليلها بنكبته.
لقد نكب البرامكة لأجل الأمين، وكانت زبيدة من أهم الأيدي العاملة على حياكة وتدبير تلك النكبة المفجعة، ومن جراء ذلك يحملها التاريخ أكبر تبعة في هذه الحادثة الأسيفة.
لو أن زبيدة امرأة ذات عقل متوسط وذكاء عادي، لو أنها امرأة مجردة عن صبغة العلم ومزية الإدراك، لالتمسنا لها المعاذير والمبررات في عاطفة الأمومة التي تغلبت عليها، ولكن امرأة كزبيدة ذات عقل وافر، ولب نافذ، وشخصية بارزة، لا يمكن الصفح عن تماديها في تلك العاطفة إلى حد الإجرام وإنتاج تلك المذبحة التي سودت صحائف بني العباس؛ لأن حادثة العباسة إنما جاءت ضغثا على إبالة، وكانت بمثابة القطرة الأخيرة للكأس الطافح، ومن أجل ذلك كانت تلك المذابح وصمة سودت تلك الصحائف البيضاء من حياة زبيدة.
لو أن الأمين من الأبناء الجديرين بتلك المحبة والشفقة، لكان هناك مجال للصفح عنها إلى حد ما، أما وهو خليع مائق معربد جليس الكأس والطاس، فليس ثمت سبيل إلى تبرير تماديها في عاطفة الأمومة.
كيف ضحت زبيدة الكاملة المهذبة رجلا كجعفر في سبيل رجل كابنها الأمين؟
هذا اللغز الغريب من المظاهر الموجعة للأقدار، ومن المحال أن يصل المرء إلى حله، ووجه التسلية في هذه الحادثة هو الاعتقاد بأن يد الأقدار هي التي حكمت على حياة جعفر الطيبة بتلك الخاتمة المفجعة.
الظلم والجور يحركان مشاعر التمرد في النفس، ولكن ماذا عسانا أن نعمل وللإنسانية المعلولة حد من الكمال لا تستطيع أن تتعداه؟ لنسع في سبيل التكامل ولنبذل قصارى الجهد، ولكننا لا نصل إلى ما نريد مهما أجهدنا أنفسنا؛ لأنه ليس للبشرية أن تصل إلى ذلك.
الفصل الخامس
في العام السادس والثمانين بعد المائة من الهجرة، حج الرشيد مع امرأته زبيدة،
1
نامعلوم صفحہ