دنیائے اسلام میں خواتین کی مشہور شخصیات
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
اصناف
ولما دخل الشهر الحرام خرج صخر بن عمرو حتى أتى بني مرة فوقف على ابن حرملة، فإذا أحدهما به طعنة في عضده فقال: أيكما قتل أخي معاوية؟ فسكتا فلم يخبراه شيئا فقال الصحيح للجريح: مالك لا تجيبه.
فقال: وقفت له فطعنني هذه الطعنة في عضدي، وشد أخي عليه فقتله، فأينا قتلت أدركت ثأرك إلا أنا لم نسلب أخاك، قال: فما فعلت فرسه الشماء؟ قال: ها هي تلك خذها.
فأخذها ورجع، فلما أتى صخر قومه قالوا له: اهجهم، قال: إن ما بيننا أجل من القذع، ولو لم أكفف نفسي رغبة عن الخناء لفعلت.
فلما كان في العام المقبل غزاهم وهو على فرسه الشماء، وقال: إني أخاف أن يعرفوني ويعرفوا غرة الشماء فيتأهبوا، فحمم غرتها، فلما أشرفت على أدنى الحي رأوها فقالت فتاة منهم: هذه والله الشماء، فنظروا فقالوا: الشماء غراء وهذه بهيم فلم يشعروا إلا والخيل دوائس، فاقتتلوا، فقتل صخر دريدا وأصاب بني مرة وعاد ظافرا غانما يطفح وجهه بشرا بأخذ الثأر.
5 •••
وفي الوقت الذي وهبت الخنساء نفسها لمحبة أخيها صخر بعد مقتل عزيزها معاوية، أصيب أخوها هذا بطعنة رمح بعد ثلاثة أعوام ومرض قريبا من حول.
كان لصخر زوجة تدعى سلمى يحبها لدرجة العبادة، ويقال: إن بني عبس غزت قبيلته في يوم من أيام خروجه للصيد فانتهكت حرمة الخيام وسبت نساء الحي، وعندما عاد صخر وجد الخراب ضاربا أطنابه في موطن الحي فركب فرسه وهاجم القبيلة الغازية مسرعا، وتمكن من قتل بضعة رجال منها ثم التفت إليه فرسان من أشجعهم فقاتلهم حتى انتصر عليهم، ولما رأى أسراء بني سليم هذا الظفر الخارق تجرءوا وبدءوا يفكون القيود والأغلال ويهرعون مثنى وثلاث إلى حيث صخر ليمدوه بالمعونة في ميدان النضال، وقد رأى ابنة عمه سلمى ذليلة بين زنجى من القبيلة يمتهنها فهجم عليه وقتله في الحال، وعندما انتهت المعركة وعقدت لصخر ألوية الفخار والظفر عينه رجال القبيلة رئيسا عليهم مكافأة لإبلائه الحسن، وطلب منه عمه أن يختار من يشاء من بناته زوجة له فاختار سلمى؛ إذ كان مغرما بها.
كانت سلمى أجمل بنات الحي وأملحهن شكلا، وقد كان لها مكانه سامية في نفس صخر منذ أمد بعيد، فكان زواج هذين العاشقين: أجمل الفتيات وأشجع الفتيان من دواعي الطرب والسرور بين القوم.
أصيب صخر بعد زواجه بطعنة رمح أقعدته الفراش مدة طويلة، وكان أفراد القبيلة يفدون إلى خيمته يسألون زوجته عن رئيسهم المحبوب من حين لآخر، وكانت سلمى تجلس أمام خيمتها تنتظر إبلال زوجها من مرضه، انتظرت طويلا ولكن على غير جدوى فبدأت عوامل الملل تتسرب إلى نفسها وأخذت آثارها تظهر على صفحة وجهها بما تظهره من التبرم والتأفف، وقد سألها بعض قومها ذات يوم: «كيف بعلك؟» فقالت سلمى: لا حي فيرجى، ولا ميت فينعى، لقينا منه الأمرين.
فسمعها صخر وتأثر من ذلك أيما تأثر.
نامعلوم صفحہ