دنیائے اسلام میں خواتین کی مشہور شخصیات
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
اصناف
وقد عاود الطلب مرة أخرى وكان يمت إلى معاوية أخيها من أبيها بحبل النسب، فطلبها من أخيها هذا وألحف عليه في الطلب، وقد حضر إليها أخوها وقال: تعلمين يا أختي ما بيني وبين دريد من المودة والألفة، وقد طلبك مني وأرجو أن تقبليه زوجا لك، فإنني راغب في ذلك.
فأجابته: ما أعجب هذا الأمر! ألم تجد غيري لسعادة صديقك؟ - نعم يا خنساء، إنني راغب في ذلك رغبة شديدة. - حسنا دعني أفكر في ذلك، ويحسن أن ترسل إلي دريدا فأشافهه بنفسي.
فقام الأخ مسرعا نحو صديقه وأخبره بما دار بينهما وأتم الحديث بقوله: قم إليها فإنها طلبت مقابلتك.
فأصلح دريد هندامه وامتطى فرسه حتى جاء خيمتها وقد استقبلته بالمودة والبشر وأكرمته وأعدت له وسادة يتكئ عليها عند جلوسه، ودار بينهما حديث طويل سألته خلال كلامها عن أشياء كثيرة، قدمت إليه قدحا من اللبن كعادتهم، وكانت تراقبه وتتمعن في حركاته وهو يشرب اللبن ولم يفتها شيء مما أتى به حتى رسخ في ذهنها تماما أنه لا يصلح بعلا لها، ولم تشأ أن تخبره ذلك في الحال بل قالت له: اذهب وسيأتيك قولي فيما بعد.
فعلم دريد أنه لا مجال للمزيد، فقام من فوره ووصله عقب ذلك رسول الخنساء يحمل إليه هذه الرسالة:
أنت شيخ طاعن قد ضعف بصرك، ووهت قواك، ومضت أيام شبابك، فما لي إليك من حاجة.
فحنق دريد لذلك وأراد أخوها معاوية أن يزوجها منه قسرا، ولكنها أصرت في الرد وأنه لا سبيل إلى ما يريد، فاشتد حنق دريد بعد هذا الرد القاطع، وبدأ يهجوها بلاذع القول وقارص الكلام، وعندما بلغها ذلك قالت: ما دمت رفضت الزواج منه فلم يبق ما أقوله له، فليهجني ما شاء أن يهجو، وما كنت لأجمع عليه أن أرده وأن أهجوه.
في هذا الرد ما يشعر بالاحتقار والامتهان، وإنه لأبلغ من كل هجو قاله دريد، فهل بلغه ذلك؟ لو سمع قولها لاستشاط غضبا فوق غضبه.
وبعد هذه الحادثة تزوجت برواحة بن عبد العزيز السلمي.
3
نامعلوم صفحہ