57

فحزه قولها، وقال: يجب أن تصدقيني رغم الكذبة الوحيدة في حياتنا، كانت كذبة ضرورة ولن تتكرر، أما مرضي فهو حقيقي. - ألم تعرف بعد ما هو؟

فكر قليلا، ثم قال: عذاب يعالج بالصبر الطويل.

فتساءلت في إشفاق: بعيدا عنا؟

فقال بهدوء ويقين: أنا أعيش وحيدا.

فرمقته بنظرة استغراب، فقال: وحيدا، صدقيني. - ولكن ... - الآن وحيدا. - فتساءلت بلهفة أرضت عواطفه: ولم لم تعد يا بابا؟

فلثم خدها المورد، وقال: لعله من الخير أن أبقى كذلك. - كلا.

وأمسكت بيده وكررت: كلا.

وجاءت عليات لتدعوه إلى الحجرة فذهب. رأى زينب مغطاة بملاءة بيضاء إلا الوجه.

وتبدى الوجه شديد الشحوب، ممصوص الحيوية، نصف مغمض العينين. شعر بعطف واحترام ورثاء. وقال: ها هي تخلق على حين يعجز هو عن الخلق، وتمتم بشيء من الارتباك: حمدا لله على سلامتك.

فردت بشبه ابتسامة، فقال: مبارك عليك ولي العهد.

نامعلوم صفحہ