شذرات الذهب ابن العماد

Ibn al-Imad al-Hanbali d. 1089 AH
132

شذرات الذهب ابن العماد

شذرات الذهب - ابن العماد

تحقیق کنندہ

محمود الأرناؤوط

ناشر

دار ابن كثير

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

پبلشر کا مقام

دمشق - بيروت

الدّخّ [١]، فقال [ﷺ]: «اخسأ فلن تعدو قدرك» [٢] قال عمر: يا رسول الله أتأذن لي فيه أضرب عنقه؟ قال رسول الله ﷺ: «إن يكن هو لا تسلّط عليه، وإن لم يكن هو فلا خير لك في قتله» . قال ابن عمر: انطلق بعد ذلك رسول الله ﷺ وأبيّ بن كعب الأنصاريّ يؤمّان النخل التي فيها ابن صيّاد، وطفق رسول الله ﷺ يتّقي بجذوع النخل وهو يختل [٣] أن يسمع [٤] من ابن صيّاد شيئا قبل أن يراه، وابن صيّاد مضطجع على فراشه في قطيفة [٥]، له فيها زمزمة [٦]، فرأت أمّ ابن صيّاد النبيّ ﷺ وهو يتّقي بجذوع النخل، فقالت: أي صاف- وهو اسمه- هذا محمد، فتناهى [٧] ابن صيّاد، قال رسول الله ﷺ: «لو تركته بيّن» . قال عبد الله بن عمر: قام رسول الله ﷺ في النّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ ذكر الدّجال فقال: «إني أنذركموه وما من نبي إلّا وقد أنذر قومه، لقد أنذر نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبيّ لقومه: تعلمون أنّه أعور وإن الله ليس بأعور» متفق عليه [٨] .

[١] الدّخّ: الدّخان. انظر «لسان العرب» لابن منظور «دخخ» (٢/ ١٣٣٩) . [٢] انظر «التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة» للقرطبي (٢/ ٨٠٩) . [٣] من الختل، وهو طلب الشيء بجيلة، أي يخدع ابن صيّاد. [٤] أي ليسمع. [٥] قال ابن منظور: القطيفة: دثار مخمل، وقيل: كساء له خمل، والجمع القطائف وقطف، مثل صحيفة وصحف، كأنها جمع قطيف وصحيف. «لسان العرب» (٥/ ٣٦٨١)، وانظر «القاموس المحيط» للفيروزآبادي (٣/ ١٩٢) . [٦] الزمزمة: صوت خفي لا يكاد يفهم. [٧] أي انتهى عما كان فيه من الزمزمة وسكت. [٨] رواه البخاري رقم (٣٣٣٧) في الأنبياء، باب قول الله ﷿: وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحًا إِلى قَوْمِهِ ١١: ٢٥ [هود: ٢٥]

1 / 144