ونزول وادي بطنان قريبًا من حلب ونزول معه جميع أصحابه، فنزع فيما ذكر جماعة من أصحابه ثيابهم ودخلوا الوادي يتبردون بمائه، وكان يومًا شديد الحر، فبينا هم كذلك إذ وافاهم شيش القرمطي المعروف بصاحب الشامة، مقدمهم المعروف بالمطوق، فكبسهم على تلك الحال، فقتل منهم خلقًا كثيرًا وانتهب المعسكر، وأفلت أبو الأغر وجماعة من أصحابه فدخل حلب، وأفلت منه مقدار ألف رجل، وكان في عشرة آلاف رجل ما بين فارس وراجل، وقد كان ضم إليه جماعة ممن كان على باب السلطان من قواد الفراعنة ورجالهم فلم يفلت منهم إلا اليسير. ثم صار أصحاب القرمطي إلى باب حلب فحاربهم أبو الأغر ومن بقي معه من أصحابه وأهل البلد فانصرفوا عنه.
- ٨ - (١)
سنة ٢٩٢: وفي النصف من شوال دخل مدينة طرسوس رستم بن بردوا واليًا عليها وعلى الثغور الشامية، وكان الفداء بين المسلمين والروم لست بقين من ذي القعدة، فكان الفداء ألفًا ومائتين، ثم غدر الروم فانصرفوا ورجع المسلمون بن بقي معهم من الأسرى من الروم، وكان عقد الفداء والهدنة مع أبي العشائر والقاضي ابن مكرم، فلما أغار أندرونقس على مرعش وقتل أبا الرجال عزل أبا العشائر وولي رستم فكان الفداء وتمامه على يده، وكان المتولي لفداء الروم مقدم اسمه إسكانه (٢) .
- ٩ - (٣)
سنة ٢٩٤: فيها دخل ابن كيغلغ طرسوس غازيًا في أول المحرم، وخرج معه رستم، وهي غزاة رستم الثانية، فبلغوا سلندو (٤) ففتح الله عليهم وصاروا إلى السبي
_________
(١) بغية الطلب ٧: ٨٢.
(٢) الطبري (٤: ٢٢٥٤) اسطانه وقارن بالتنبيه والإشراف: ١٩٢.
(٣) بغية الطلب ٧: ٨٢.
(٤) في الطبري (٤: ٢٢٦٩) سلندوا.
1 / 55