العالم العارف الكثير الخير الدائم الذكر ذو القلب السليم والطريق المستقيم والصدر الواسع والبدن الخاشع كان محبا للفقراء محببا فى الصلحاء له اعتقاد عظيم فى شأن المتصوفة ورغبة تامة فى مجالسة اهل المعرفة لم يتجاوز عن اقوال الفقهاء المجتهدين ولم يتعد عنها بأقوال الظاهرية المتزهدين* لم يدع فى البحث زمام التمالك والتحمل ولم يشب تقليد الشافعى بالتمالك والتحنبل «3» وكان طريقته السكوت وملازمة البيوت وذكر الحى الذى لا يموت قد حج مرارا بيت الله الحرام وسافر بحسن النية الى بعض بلاد الشام ونسخ الكتب الشامية للعلماء المتأخرين فأتى بها ونشرها بين المسلمين «1»، وله رسالات فى مهمات الدين وضروريات الشرع المتين «2» كتبها حسبة لله تعالى، وسمعت بعض الصالحين من من شيراز وكان رفيقه في سفر الحجاز ان الشيخ غسل خميصة «3» له بماء زمزم تبركا فألقاها على بعض الجدران فجاء بعض المتلصصة (ورق 179 ب) فمدها من وراء الجدار ليذهب بها فثقلت عليه فجعل الشيخ يرفعها بعصا «4» ويدليها اليه حتي ذهب بها وقال ان اموالنا وارواحنا كلها فى سبيل الله، اراح «5» فى شهر شعبان سنة خمس وثمانين وسبعمائة «6» ومما كتب لى بخطه الشريف وهو للأمام اليافعي:

صفحہ 454