اول الملوك الصفارية من شيراز «3» كان في بداية حاله صفارا ولكن متكبرا 29 جبارا قال لعمه يوما (ورق 126 ب) اني اتفكر فى امرى ولا يليق بحالى ان اصرف عمرى فى هذا العمل الدون وانى اريد ان احصل شرفا وصيتا وذكرا فى الدنيا فتوجه الى خراسان واعطاه الله مناه حتى غلب تلك الديار ودانت له الملوك بالقهر والاختيار «1» وكان ذلك فى ايام المعتمد على الله «2» [صح: المعتز بالله] ثم استولى على كرمان وفارس فى ايام المعتز بالله [صح: المعتمد على الله] وصفا له من جيحون الى الرى ومن بغداد الى سجستان، ولما مرض بالأهواز فاعيى الأطباء دواؤه ارسل الى سهل بن عبد الله التسترى فحمل اليه فى العماريات «3» فلما حضره التمس منه الدعاء فرفع سهل يديه وقال اللهم اريته ذل المعصية فأره عز الطاعة ففرج عنه فى ساعته واثر ذلك الكلام فى قلبه فنشر الخير وبسط العدل وقيل رجع الى شيراز فتوفى بها، وذكر فى التواريخ انه مات بجنديسابور «1» في سنة خمس وستين ومائتين «2» وهو الصحيح، وينسب اليه اشعار بليغة «3» منها (ورق 127):

سلام على اهل القبور الدوارس ... كأنهم لم يجلسوا في المجالس

ولم يشربوا من بارد الماء شربة ... ولم يأكلوا من كل رطب ويابس

سلام على الدنيا وطيب نعيمها ... كأن لم يكن يعقوب فيها بجالس «4»

وبحذاء الحذاء «5» قبر اشتهر انه ذاك ولعله واحد من قومه رحمة الله عليهم.

صفحہ 286