فلله صبري لذاك الأوار
ذكرت شخيصك تحت العجاج
فلم تثنني ذكره للفرار
وبينما كان ابن عباد يقاتل جيوش الإسبان، أرسل ابن تاشفين جنودا إلى معسكر ألفونسو، وأمرهم بإحراق كل ما فيه من مئونة وعدة، فملأ لهيبه الجو.
ثم جاءت اللحظة الأخيرة التي وصل فيها ابن عباد إلى اليأس وكاد يلقي السلاح مستسلما، ولكنه ما كاد يهم بإغماد سيفه، حتى رأى جيوش داود ابن عائشة أحد قواد ابن تاشفين مقبلة عليه، فعاد إليه الأمل، وانضم ببقية من معه إليها.
وأقبل ابن تاشفين، بخيله ورجله، وعاد الفارون حينما لمعت لهم بوارق الانتصار، وصدق المسلمون الحملة، فشتتوا جيوش الإسبان.
وانكشف ألفونسو، ووثب عليه غلام بربري يدعى بلاطس، بخنجر، فضربه فقد درعه وأصاب فخذه، ففر بنحو خمسمائة من رجاله إلى تل بعيد عن المعركة، بعد أن فنى جيشه، وقتلت أبطاله، ثم رحل إلى طليطلة يجر ذيول الخذلان.
وسجد ابن عباد لله شكرا، وأرسل لابنه الرشيد بأنباء النصر على جناح طائر: وحز المنتصرون رءوس القتلى، وعملوا من رءوسهم مآذن ينادون من فوقها للصلاة، وقضوا الوقت في تهليل وتكبير.
ورأى ابن تاشفين جرح ابن عباد فاشتد أسفه، فقال المعتمد:
وقالوا: كفه جرحت. فقلنا:
نامعلوم صفحہ