74

شاعر اندلسی

شاعر أندلسي وجائزة عالمية

اصناف

وأسمع نهيق بلاتيرو فأثوب إلى نفسي، وقد ذهبوا جميعا فتعروني رعشة الليل في هزيعه الأخير، ويخيل إلي أن الماجن الذي حسبته في صباي يضرم النيران في الآجام قد عبر بي في تلك الساعة. إنه طراز من (أوسكار وايلد) مقري، يدب الآن شيخنا موخوط الفودين بالمشيب، يلف سمنته ويدرج في سراويله الموشعة بالبياض ولون القسطل منتفخة بعيدان الثقاب الطوال.

صراع الثيران

أراهن يا بلاتيرو، أنك لا تعلم ما يريده هؤلاء الصغار.

إنهم يسألونني أن أعيرهم إياك ليذهبوا في طلب مفتاح الحلقة، حلقة الصراع التي ستنعقد عصاري اليوم، فلا تبال. لقد قلت لهم: لا يخطرن شيء من ذلك على بال.

إنهم كانوا في لهفة جامحة يا بلاتيرو، والبلد كله يتلهف مثلهم على رؤية الصراع: تعزف الفرقة من مطلع الفجر على أبواب الحانات حتى كلت من العزيف، والمركبات مصعدة منحدرة ومنحدرة مصعدة، على الشارع الجديد، وهناك ينقشون (الكنارية) مركبة المصارعين الصفراء التي يطوفون عليها أنحاء القرية ويهيم بها الأطفال الصغار، وقد عريت الحدائق من أزهارها التي تزف إلى السيدات الراعيات، وإنها لأمسية كثيرة الأشجان يرى فيها الفتيان وهم يترنحون في الطريق بقبعاتهم العراض وسجائرهم المشتعلة، وقمصانهم التي تفوح منها روائح الخيل والخمور.

وعند الساعة الثانية يا بلاتيرو - تلك الساعة التي تنفرد فيها الشمس بعزلتها، ويتهيأ المصارعون والراعيات للظهور بحلل الميدان - سأخرج أنا وأنت إلى الخلاء من وراء الطريق كما صنعنا منذ عام. وما أجمل ما يكون الخلاء حين يخلو حقا من عابريه! إن الكروم مهجورة، والبساتين مقفرة، وما من أحد هناك - ولو شيخا هرما - يحنو على عنقود، أو يميل إلى جدول. وعلى البعد في المدينة تعلو جلبة الصراع من هتاف الحناجر، وتصفيق الأيدي، ودقات الطبول، ونفخات الزمور. وإن الروح يا بلاتيرو، لتبسط ملكها على ساحة الطبيعة بما رحبت حيث تسخو لمن يمنحها حقها من التحية بكل ما لديها من كنوز الزخرف والجمال.

قطوف الكرم

قليلا ما وفدت الحمير بقطوف الكرم هذا العام يا بلاتيرو، وعبثا يخطون على ألواح الإعلان أرقام الأسعار والأثمان.

ستة ريالات!

أين هي حمير لوسينا، وحمير المنث، وحمير پالوس؟

نامعلوم صفحہ