نعم، ساعة توقظه في مطلع الفجر، وبندقية لا تقوى على قتل الجوع، وحصان يحمله إلى الشقاء.
ثم تشتبك الأكف ويدورون في حلقتهم راقصين، وتغني في الظلمة بنية صغيرة كأنما صوتها النحيل بلور سائل فتصيح في كبرياء:
أنا الأرملة الفتية.
أرملة الكونت أوريه!
نعم. نعم. يتغنى أطفال الفقراء، وعما قريب في يقظة الشباب، يخيفكم الربيع كأنه ابن سبيل يتستر بزي الشتاء! - هلم بنا يا بلاتيرو!
الكسوف
على غير قصد منا دسسنا أيدينا في جيوبنا، وأحسسنا على جباهنا لمسة ظل برود، كأننا نخطو إلى غابة من الصنوبر غبياء،
1
وطفقت فراريج الدار تصعد إلى الأكمة التي تؤويها واحدة بعد أخرى، والتفت جوانب القرية بوشاح مضرج كأنه حجاب المحراب، وبدا البحر من بعيد كأنه حلم، وتراءت هنا وهناك نجيمات شاحبات، ويا للعجب! أي بياض هذا الذي اكتست به السقوف بعد بياضها المألوف!
وجعلنا نحن على السقوف نتنادى بما يخطر على اللسان من مقال، أشباحا صغارا في سكون الكسوف المحيط بنا أجمعين.
نامعلوم صفحہ