Series of Stories - Al-Munjid
سلسلة القصص - المنجد
اصناف
شفاعة النبي ﷺ الخاصة بعمه أبي طالب
سئل النبي ﵊: ما أغنيت عن عمك؟ أي: ماذا نفعت عمك أبا طالب وقد كان يحوطك -أي: من الحياطة وهي المراعاة- ويرعاك ويدافع عنك؟ لأن خديجة وأبا طالب ماتا في عام واحد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكانت خديجة وزيرة صدق للنبي ﵊ يسكن إليها، وكان أبو طالب عضدًا له وناصرًا له على قومه، فلما هلك أبو طالب، نالت قريش من رسول الله ﷺ من الأذى ما لم تطمع في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيهٌ من سفهاء قريش، فنثر على رأسه التراب ﷺ.
عام الحزن هو العام الذي مات فيه أبو طالب هو وخديجة ولذلك كان وقع المصيبة على النبي ﵊ مضاعف، ولكن الله ﷾ عوضه برحلة الإسراء والمعراج التي كان فيها التخفيف العظيم والتسلية له ﷺ.
سئل النبي ﵊: ماذا نفعت عمك وقد كان يحوطك ويغضب لك؟ فأخبرهم النبي ﷺ أن الذي نفع عمه به هو أن أبا طالب صار في ضحضاحٍ من نار -الضحضاح هو ما يبلغ الكعب- والمعنى: أنه خُفف عن أبي طالب العذاب، فنُقل أبو طالب من وسط جهنم وجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه.
وقد جاء في حديث مسلم: (إن أهون أهل النار عذابًا أبو طالب له نعلان يغلي منهما دماغه) هذا أهون أهل النار.
وفي رواية للبزار: قيل للنبي ﷺ: (هل نفعت أبا طالب؟ قال: أخرجته من النار إلى ضحضاح منها) أي: شفاعته له أثرت فقط أن يُنقل أبو طالب من وسط النار إلى ضحضاح من نار (يغلي منهما دماغه من الحرارة كما يغلي المرجل بالقمقم) والمرجل: الإناء الذي يُغلى فيه الماء، والقمقم: الذي يُسخن فيه الماء، كما يغلي المرجل بالقمقم كما جاء في بعض الروايات.
3 / 3