Series of Stories - Al-Munjid
سلسلة القصص - المنجد
اصناف
المؤمن لا يرتد عن دينه سخطًا عليه
وكذلك في الحديث: أن الإنسان إذا آمن لا يرتد عن دينه ساخطًا على الدين وإنما يرتد لأسباب أخرى، وهذا في الإسلام، أما في غير الإسلام فإنه يرتد عن الدين سخطًا على الدين، يعني: ربما الواحد يكون الشخص نصرانيًا، فيخرج من النصرانية ساخطًا عليها، وآخر يهوديٌ يخرج من اليهودية ساخطًا على اليهودية؛ لأن ما فيها باطل؛ لكن لا يوجد شخص مسلم يدخل الإسلام ويعرفه ويفقهه تمامًا، ثم يخرج من الإسلام؛ لأن هناك أخطاء في الإسلام، أو هناك نقاط ضعف في الإسلام، لا يمكن؛ لكن ربما يخرج من الإسلام لأمور دنيوية، ولذلك قال هرقل: هل هناك أحد من المسلمين ارتد عن دينه سخطةً لدينه؟ -يعني: ساخطًا على دينه- لا يوجد، لذلك قال أبو سفيان: لا.
ففي الإسلام قد يرتد الشخص إما لأنه حديث عهد بالإسلام ولم يفقه الإسلام؛ وإما لأنه لا يريد دفع الزكاة، وإما لأنه أُغْرِي بمال، فـ عبيد الله بن جحش الذي ارتد في الحبشة، وكان من مهاجري الحبشة وارتد في الحبشة، إنما ارتد لحظ في نفسه، وليس لأجل ضعف في الدين الإسلامي، وهذه نقطة مهمة، وهي أنه لا يوجد أحدٌ يدخل في الدين -والحمد لله- ويفقهه جيدًا فيتركه ساخطًا عليه، وهذا ربما يقع في أديان أخرى، أما في الإسلام فإنه لا يقع، لكن ربما يعني لهوىً؛ كمال، أو أغروه بمنصب مثلًا؛ فهذا يُمْكِن.
1 / 14