Series of Ambitions - The Prelude
سلسلة علو الهمة - المقدم
اصناف
شرف نفس نبي الله يوسف ﵊
ألم تر إلى شرف نفس الكريم ابن الكريم ابن الكريم نبي الله يوسف بن نبي الله يعقوب بن نبي الله إسحاق بن خليل الرحمن إبراهيم عليهم جميعًا وعلى نبينا الصلاة والسلام؟! انظر إلى شرف يوسف ﵇ حينما دعا ربه ﷿ فقال: ﴿رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾ [يوسف:٣٣].
ولما أتاه رسول الملك بأن يطلق ويخرج من السجن أبى أن يخرج حتى تظهر براءته، فهذا من شرف النفس حينما دعاه رسول الملك للخروج ﴿قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف:٥٠].
ولا عجب! فإن من يصبر فيما له أن لا يصبر فيه -وهو الخروج من السجن مع توافر الدواعي على الخروج منه- فأولى به أن يصبر فيما يجب عليه أن يصبر فيه من الهم بامرأة العزيز؛ لأن صبره على الخروج من السجن ليس بواجب عليه، والإنسان إذا لبث في السجن بضع سنين لا شك في أن رغبة نفسه وهواها أن ينطلق من هذا الحبس، ومع ذلك صبر يوسف ﵇ على هذا الشيء الذي لم يجب عليه أن يصبر فيه، بدليل قول النبي ﷺ: (لو كنت مكان يوسف لأجبت الداعي).
وهذا القول من النبي ﵊ يحمل على هضم النفس والتواضع منه ﷺ.
5 / 7