Seerah of the Noble Companion Mus'ab ibn Umair
سيرة الصحابي الجليل مصعب بن عمير ﵁ -
ناشر
دار الأوراق الثقافية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٥ هـ
اصناف
وأما في حصار الشعب فقد بلغ الجهد منه ﵁ مبلغه، فلم يعد يقدر على المشي مع ما أصاب جسده من ضعف بعد ما كان مرفهًا مدللًا،فقد قال سعد بن أبي وقاص ﵁: كان مصعب بن عمير أترف غلام بمكة بين أبويه، فلما أصابه ما أصابنا لم يقو على ذلك، ولقد رأيته وإن جلده ليتطاير عنه تطاير جلد الحية، ولقد رأيته يتقطع به، فما يستطيع أن يمشي، فنعرض له القِسِيَّ (١)، ثم نحمله على عواتقنا (٢).
ومنه يتبين مدى الابتلاء الذي تعرض له مصعب بن عمير ﵁ بعد إسلامه ويتمثل فيما يأتي:
١ - الأذى المادي: إذ قُطعت عنه جميع الموارد المالية التي كان يحصل عليها لا سيما من قبل أمه، حتى أصبح لا يجد ما يلبس إلا فروة لا تكاد تواريه.
٢ - الأذى الجسدي: فقد ذبل جسمه وتغيّر لونه وأصابه من الجوع ما لا يستطيع الوقوف معه.
٣ - الأذى النفسي: إذ كان يرى أمه وهي تنشر شعرها وتخرج ويراها وهي تقف في الشمس نكاية به حتى يرجع عن دينه.
مما يبين بجلاء نجاح التربية النبوية في غرس المبادئ والثبات عليها في نفوس الصحابة ﵃، وهو ما نحتاجه اليوم في تربيتنا للأجيال على مبادئ الكتاب والسنة والصبر على ما يواجهونه من مصاعب في سبيل ذلك.
_________
(١) القِسِيّ: بكسر القاف والسين وتشديد الياء جمع قوس. النووي: تحرير ألفاظ التنبيه، ص١٨٨.
(٢) اسماعيل محمد الأصبهاني: سير السلف الصالحين، ص٦٥٩.
الحافظ الذهبي: سير أعلام النبلاء، ١/ ١٤٨.
1 / 27