فقد وردت في هذين المصدرين تصريحات ونصوص صريحة تكشف عن ما كان عليه العرب في الجاهلية من سوء الأحوال والاوضاع والاخلاق في جميع الاصعدة والابعاد ، وسنشير إلى ابرز هذه النصوص ونقف عندها بعض الشيء ، ولكننا نستعرض قبل ذلك شيئا من تاريخ العرب في القرون البعيدة فنقول :
إن من المسلم أن شبه الجزيرة العربية كان منذ أقدم العصور موطنا لقبائل كثيرة انقرض بعضها بمرور الايام ، وفي ثنايا الاحداث ، بيد ان هناك ثلاث قبائل قد تشعبت عنها أفخاذ وفروع تحظى بشهرة اكثر من بين من سكنوا هذه المنطقة.
وهذه القبائل الام هي :
** 1 العرب البائدة :
عصيانها وتمردها ، وهلكت شيئا فشيئا ، ولم يبق على وجه الارض من نسلهم أحد!
ولعلهم كانوا هم المعنيون بقوم « عاد » و « ثمود » الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم مرارا.
** 2 القحطانيون :
الجنوبية من الجزيرة العربية ويسمون بالعرب الاصلاء ، وهم اليمينون اليوم ، ومنهم قبائل الأوس والخزرج وهما قبيلتان كبيرتان كانتا تقطنان المدينة المنورة إبان ظهور الإسلام.
وقد كان للقحطانين حكومات كثيرة ، كما كانت لهم جهود كبرى في تعمير ارض اليمن واحيائها ، وقد تركوا من ورائهم حضارات ومدنيات لا يستهان بها.
وتوجد الآن كتابات تقرأ بصورة علمية توضح إلى حد كبير تاريخ القحطانيين وكل ما يقال عن مدنية العرب وحضارتهم قبل الإسلام تعود في الحقيقة إلى هذه الطائفة وخاصة من سكن منهم ارض اليمن.
** 3 العدنانيون :
صفحہ 36