أسكن هذا النبي ولده « اسماعيل » مع امه « هاجر » في ارض مكة ، فنشأ اسماعيل هناك ، وتزوج من القبائل التي سكنت على مقربة من تلك المنطقة.
ثم إن إبراهيم عليه السلام بنى وبأمر من الله تعالى البيت الحرام « الكعبة ».
وتقول بعض الروايات الصحيحة إن الكعبة بنيت على يد النبي نوح عليه السلام وأن ابراهيم عليه السلام جدد بناءها.
وهكذا نشأت وبعد هذا تاسست مدينة مكة.
وتتكون نواحي « مكة » من أراض سبخة شديدة الملوحة بحيث لا تكون قابلة للزراعة اصلا ، حتى أن بعض المستشرقين يذهب إلى أنه لا يوجد أية منطقة في العالم في رداءة أوضاعها الجغرافية والمحيطية والطبيعية مثل هذه المنطقة.
المدينة المنورة :
وهي مدينة تقع في شمال مكة وتبعد عنها ب : 90 فرسخا تقريبا ، وتحيط بها بساتين ومزارع ونخيل وافرة ، وأرضها أكثر صلاحية لغرس الاشجار والزرع.
وكانت المدينة المنورة تسمى قبل الإسلام ب « يثرب » ، وبعد أن هاجر إليها رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم سميت بمدينة الرسول ، ثم اطلقت عليها لفظة « المدينة » مجردة تخفيفا.
ويحدثنا التاريخ أن العمالقة كانوا أول من سكن هذه الديار ، ثم خلف العمالقة طائفة اليهود ، والأوس والخزرج الذين سمي المسلمون منهم بالأنصار في ما بعد.
هذا وقد سلمت الحجاز على عكس سائر المناطق من طمع الطامعين وغزو الغزاة والفاتحين ، ولم نشاهد فيها أي شيء من آثار حضارة الامبراطوريتين العظيمتين انذاك قبل الإسلام : الروم والفرس ، وذلك لأنها إذ كانت تتألف من أراض قاحلة مجدبة غير قابلة للسكنى والعيش لم تحظ باهتمام أحد من اولئك الفاتحين حتى يفكر في تسيير العساكر ، وتجييش الجيوش لفتحها ليعود بعد تحمل آلاف المشاكل التي تستلزمها عملية الاستيلاء على أراضي تلك المنطقة
صفحہ 30