ولقد كانت زعامة « هاشم » وقيادته نافعة للمكيين من جميع النواحي ، وكان لها تأثير كبير في تحسين أوضاعهم.
ولقد سبب كرمه وما قام به من إطعام واسع في سنوات الجدب القاسية في تخفيف شدة الوطأة عن أهل مكة ، وبالتالي ادى إلى عدم احساسهم بالقحط ، وآثار الجدب.
كما أن من خطواته البارزة واعماله النافعة جدا لتحسين الحالة التجارية للمكيين هو ما عقده مع أمير « غسان » من المعاهدة ، الأمر الذي دفع بأخيه « عبد شمس » إلى أن يعاهد أمير الحبشة ، وبأخويه الآخرين « المطلب » و « نوفل » إلى ان يعاهدا أمير اليمن وملك ايران تكون القوافل التجارية بموجب تلك المعاهدات للجانبين في أمان ، من العدوان والتعرض.
وقد أزالت هذه المعاهدات الكثير من المشاكل ، وكانت وراء ازدهار التجارة في « مكة المكرمة » حتى عهد بزوغ شمس الإسلام.
ثم ان من أعمال « هاشم » وخطواته النافعة تأسيسه لرحلتي قريش اللتين يتحدث عنهما القرآن الكريم إذ يقول : « رحلة الشتاء والصيف » وهما رحلة إلى الشام ، وكانت في الصيف ، ورحلة إلى اليمن ، وكانت في الشتاء ، وقد استمرت هذه السيرة حتى ما بعد ظهور الإسلام ايضا.
امية بن عبد شمس يحسد هاشما :
ولقد حسد « امية بن عبد شمس » أبن أخي هاشم عمه « هاشما » على ماحظي به من المكانة والعظمة ، والنفوذ إلى قلوب الناس وجذبها نحوه بسبب خدماته وأياديه ، وما كان يقوم به من بذل وانفاق ، وحاول جاهدا ان يقلده ويتشبه بهاشم في سلوكه ولكنه رغم كل ما قام به من جهود ومحاولات لم يستطع أن يتشبه به ويتخذ سيرته ، وكما لم يستطع بايقاعه وطعنه به ان يقلل من شأنه بل زاده رفعة وعظمة.
لقد كان لهيب الحسد في قلب « امية » يزداد اشتعالا يوما بعد يوم ، حتى
صفحہ 150