سیف مہند
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
اصناف
وفى يوم الأربعاء الخامس من جمادى الأولى كان وفاء النيل ، ونزل مولانا السلطان المؤيد للكسر الذى هو جبر للمسلمين وفى يوم الخميس السادس من جمادى الأولى خلع على تاج الدين عبد الرزاق بن الهيصم ، واستقر وزيرا بالديار المصرية - عوضا عن الصاحب سعد الدين بن البشيرى بحكم عزله ومسكه للمصادرة وفى يوم السبت السابع من جمادى الأولى خلع على القاضى علم الدين [ داود ] بن الكويز ، واستقر ناظر الجيشر المنصور - عوضا عن القاضي بدر الدين حسن [بن ] نصر الله بحكم عزله ، وخلع على بدر الدين بن نصر الله ، واستقر ناظر الخواص الشريفة - عوضا عن القاضى تق الذين بن أبى شاكر بحكم عزله ومسكه للمصادرة وفى يوم الخميس الثاني عشر من جمادى الأولى خلع على
القاضي صدر الدين بن الأذمي قاضى القضاة الحنفية بالديار المصرية محتسبا بمضر والقاهرة ، مضاقا إلى ما بيده من القضاء - عوضا عن ابن شعبان بحكم عزله ، وضربه الضرب المؤلم ، بسبب عدم نظره في مصالح المسلمين ، وأخذه أموال الناس وخلع على الأمير جانيك الصوفى ، واستقر رأس نوبة كبير عوضا عن الأمير سودون الأشقر ، وخلع على الأشقر واستقر أمير مجلس وفى يوم الثلائاء السابع عشر من جمادى الأولى أشيع بركوب الأمير طوعان [ الحسني ] الدوادار ، وكان قد انقطع من الخدمة يوم الإثنين ، وليس هو والبس مماليكه ليلة الثلاثاء ، ووقف في اسطبله إلى قرب الصبح مترقبا حضور جماعة قد اتفقوا معه ، فلم يحضر أحد ، فلما تحقق انحلال أمره نزل وفرق جمعه ، وخرج من باب اسطبله ومعه مملو كان ليس إلا ، وحصل والاختلاف في كيفية حاله ، ومع هذا لم يلتفت إليه مولانا المؤيد ، ولا ظهر منه انزعاج لذلك ، وذلك من شجاعته الظاهرة وسعادته الباهرة وفى يوم الجمعة العشرين منه ظهر طوغان فى بيت سعد الدين ابن بنت الملكي ، فميك وطلع به إلى باب السلسلة ، وسفر أخر النهار إلى الإسكندرية ، للاعتقال بما صحبة الأمير طوغان المؤيدى
وفى يوم السبت الحادى والعشرين منه ميك سودون الأشقر أمير مجلس ، وكمشبغا العيساوى أمير شكار، وسفر أخر النهار إلى الإسكندرية - صحبة الأمير برشباى [ الدقماقي] وفى يوم الأحد الثاني والعشرين منه وسط أربعة أنفس من الترك لذنوب صدرت منهم تقتضى قتلهم وفى يوم الإسنين الثالث والعشرين منه خلع على الأمير إينال الصصلاني واستقر أمير مجلس عوضا عن سودون الأشقر ، وخلع على الأمير قجق ، واستقر حاجب الحجاب بالديار المصرية عوضا عن الصصلاني وفى يوم السبت تامن والعشرين منه خلع على الأمير جانبك الدوادار الثانى ، واستقر دوادارا كبيرا عوضا عن طوغان الحسنى ، بحكم عزله ومسكه وفى يوم الإثنين سلخ جمادى الأولى خلع على الأمير فخر الدين [ عبد الغنى ] بن [ تاج الدين ، بن ] أبى الفرج كاشف الشرقية ، واستقر استادار العالية ، عوضا عن الأمير
بدر الدين حسن بن محب الدين الشامى بحكم عزله ، وخلع على بدر الدين المذكور واستقر مشير الدولة وفى يوم الثلائاء السادس من رجب قدم إلى السلطان المؤيد جراقطلي أتابك العسكر بدمشق هاربا من نوروز ، فخلع عليه خلعة سنية وفى يوم الخميس تامن رجب عملت وليمة عظيمة لسيدى إبرهيم ولد السلطان المؤيد بسبب تزوجه بنت السلطان الناصر فرج وفى يوم الإثنين الثاني عشر منه قدم الأمير ألطنبغا القرمشى نائب صفد ، بسبب طلب مولانا السلطان إياه ، وتولى عوضه فى صفد الأمير قرقماس الملقب بسيدى الكبير ، وكان قد تولى الشام فى التاريخ الذى ذكرناه ، ولكن لم يتمكن من الدخول فيها بسبب نوروز ، وكان مقيما تارة على غزة ، وتارة على الرملة ، وتولى أخوه الأمير تغرى بردى نيابة غزة عوضا عن الطنبغا العثمانى ، وكان المذكور هرت منهما ، قيل لأنه أحس منهما الموافقة مع نوروز فى الباطن ثم فى يوم الثاني والعشرين من شعبان قدم الأمير قرقماس إلى القاهرة ، وكان أخوه معه فتخلف عنه عند الصالحية .
وفى يوم السبت مستهل رمضان قدم الأمير دمرداش من البحرالملح ، ومعه جماعة من الترك هربوا من طوخ المتغلب على حلب ، وخلع عليه خلعة سنية وفى يوم الجمعة السابع من رمضان أخرج السلطان شرذمة من العسكر وفيهم الأمير سودون القاضى ، وقشقار القردمى وأقبردى [ المنقار المؤيدى ] رأس نوبة ، وأشيع بأنم خرجو لكبسة غرب ، ولم يكن إلا لمسك تغرى بردى . وفى ليلة السبت التامن منه ميك ذمرداش ، وابن أخيه قرقماس ، وفي صبيحته شفرا إلى الإسكندرية ، صحبة الأمير آقباى الخازندار وفى يوم الإثنين العاشر منه ، خلع على القاضى ناصر الدين ابن العديم ، واستقر فقاضى القضاة الحنفية عوضا عن القاضى صدر الدين بن العجمى - بحكم وفاته ليلة السبت المذكور وفى يوم الخميس الثالت عشر منه خلع على الأمير قانباى أمير آخور كبير ، واستقر نائب الشام عوضا عن نوروز ، وخلع على الطنبغا القرمشى ، واستقر أمير آخور كبير ، وعلى إينال الصصلانى ، واستقر نائب حلب عوضا عن طوخ ، وعلى سودون فراصقل ، واستقر نائب غزة عوضا عن إينال الرجى المتولي من جهة نوزوز
وفى يوم السبت السادس من شوال خلع على الأمير بدر الدين حسين بن [محب الدين مشير] الدولة ، واستقر فى نيابة إسكندرية عوضا عن الأمير [ خليل التبريزى الدشارى ] بحكم عزله ، وفى هذا اليوم عدى مولانا السلطان المؤيد إلى بر الجيزة وفى يوم الإثنين التاسع عشر من ذى القعدة علق الشاليش وفى يوم السبت الخامس والعشرين منها عرضت الأجناد والمماليك الظاهرية والناصرية والمؤيدية ، وفيه خرج الأمير إينال الصصلافى نائب حلب ، وسودون فراصقل نائب غزة .
وفى يوم الخميس السادس عشر من ذي الحجة خرج الأمير قانباى نائب الشام . وفى ذلك اليوم خلع السلطان على داود بن المتوكل على الله العباسى ، واستقر خليفة المسلمين ، وتلقب بالمعتضد ، وتكنى بأنى الفتح عوضا عن أخيه أبى الفضل المستعين بالله العباسى . وفى ذلك اليوم أنفق السلطان على المماليك كل واحد مائة ناصرى وفى يوم الإثنين العشرين من ذي الحجة خرج طلب سودون القاضى وسودون من عبد الرحمن ، وفيه رحل
، قانباى من الريدانية وفيه خلع على القاضى شمس الدين محمد بن التباني قاضى العساكر ، واستقر قاضي القضاة الحنفية بالشام المحروس وفى يوم الإبنين السابع وااعشرين منها خرجت خيام مولانا السلطان المؤيد وضربت فى الريدانية وفى يوم الثلائاء التامن والعشرين منها ضرب السلطان الوزيز تاج الدين بن الهيضم ، وأهانه إهانة بالغة ثم بعد ذلك خلع عليه خلعة الرضا والاستمرار ، وحج بالناس في هذه السنة الأمير كزل العجمى
فصل فيما وقع من الحوادث في السنة السابعة عشر بعد الثمانمائة استهلت هذه السنة المباركة ومولانا السلطان المؤيد في استعداد السفر إلى الشام بسبب عصيان نوروز ففى يوم الإثنين من المحرم خرج مولانا السلطان المؤيد من المدينة ، ونزل فى الريدانية ، ولم تزل أطلاب الأمراء تخرج ساعة فساعة وفى يوم السبت التاسع منه رحل مولانا السلطان من الريدانية بعد أن خلع على جماعة ، منهم القاضي صدر الدين ابن العجمى ، واستقر ناظر الجيش - بدمشق - المحروس ، واستقر فى مشيخة التربة الناصرية التي كانت معه زين الدين الحاجي الرومي، وقد كان مولانا السلطان أناب فى القاهرة الأمير الطنبغا العدمانى نازلا بباب السلسلة ، وخلى فى القلعة الأمير بردبك [ قصقا ]، والأمير صماى [الحسنى ] وفى المدينة الأمير قجق حاجب الحجاب نازلا فى
بيت منجك ، وسافر مع مولانا السلطان الخليفة داود ، والقضاة الأربعة وهم : القاضى جلال الدين البقيى الشافعى وناصر الدين بن العديم الحنفى ، شهاب المدين الأموى المالكى ، ومجد الدين سالم الحنبل ، والقاضى ناصر الدين بن البارزى كاتب السر الشريف ، والقاضى علم الدين [داود بن الكويز] ناظر الجيوش ، وأخوه القاضي صلاح الدين، والوزير تاج الدين بن الهيصم ، ثم بعد شهر سافر الأمير فخر امين ابن أبى الفرج الاستادار ، ومعه القاضى بدر الذين ناظر الخواص الشريفة تم لما سافر مولانا السلطان المؤيد - بخير وعافية - دخل مدينة غزة يوم الثلائاء العشرين من المحرم ، وأقام فيها يومى الأربعاء والخميس ثم فى يوم الجمعة التاسع والعشرين منه توجه إلى ناحية الشام وقلبه مسرور ، متيقن بأنه منصور ، وقصدته أهل تلك البلاد - مستبشرين به - من كل ناد ، وهو مظهر للشجاعة مع عسكره الزاهرة ، ومتيقن بنصر الله على الطائفة المارقة الجائرة ، وقد نشرت عليه أعلام النصر والظهور ، و كتبت الخمدة على أعدائه من أهل النفاق والفجور ، ولما قرب من الشام ومعه
نامعلوم صفحہ