سیف مہند
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
اصناف
لأنه إذا كان جسيما وصاحب قامة يملا العين جهاده ، لأنه أعظم فى النفوس وأهيب فى القلوب . ألا ترى أن الله تعالى كيف مدح طالوت في كتابه الكريم بقوله : « إن الله اصطفاة عليكم وزاده بسطة في العلى [ بالحرب ] والجسم ] يعنى بالطول والقوة ، وكان يفوق الناس براسه ومنكبه ، ولذلك سمى طالوت لطوله ، وكان أجمل بني إسرائيل وأعلمهم ومولانا السلطان الملك المويد قد حاز هائين الصفتين وهما حسن الصورة وبسطة الجسم ، والشاهد لذلك أنك لاترى أحدا فى الدولة أضوا صورة منه ، وصدق الشاعر فى قوله ، رأيت الهلال على وجهه فلم أذر أيهما أنور سوى أن هذا قريب المزا ر وهدا بعيد لمن ينظر وذاك يغيب وذا حاضر وما من يغيب كمق يحضر وقال الأخر ، وقد صدق فى قوله ، أقسم باللو وآيائه ما تظرت عينى إلى مثله ولا بدا لى وجهه طالعا إلا سالت اللة من فضله وقد قال آخر وأحسن فيه ، نظرت إلى من زين الله وجهه فيانظرةكادت على عاشق تقضى فكبرت عشرا ئم قلت لصاحبى متى نزل البدر المنير إلى الأرض
وكذلك لانرى فى الملوك أحسن قامة منه ، ولا أملا للعيون منه ، وهو ظاهر لأيدفع وجلى لايقنع . ولقد قال الشاعر فيه وأحسن - معتدل من كل أعطافو : مستحسن القامة والملتفت لو قيست الدنيا ولذاتها بساعة من وصله ما وفت
الفصل الخامس في استحقاقه من حيث المعرفة بأحوال الرعية من العرب والعجم والترك والتركمان وأهل البلاد والأديان ولاشك أن السلطان إذا كان عالما بأحوال رعيته ، خبيرا بأمورهم ، يحصل لهم رفق عظيم وخير جسيم ، وذلك لأن الملوك قلما يسلمون من البطائن السوء والسعاة والوشاة ، فإذا كان الملك خبيرا بأحوال رعيته ، لايوثر كلام هؤلاء فيهم عنده ، ولا يمشى حالهم . فيحصل بذلك سلامة الملك عن الوقوع في المحذور ، وسلامة الرعية من الوقوع في المكروه . وإذا كان الملك جاهلا بأحوال رعيته ، غير خبير بأمورهم ، يتمكن منه حينئذ سعاة ووشاة ، يدلسون عليه أمورا يحصل منها فساد كبير فى الرعية فمولانا السلطان الملك المؤيد عارف بأحوال رعيته ، خبير بأمورهم ، لا يحق عليه من حالهم شىء ، فلذلك انقطعت آمال السعاة والوشاة ، وأمنت الناس في أوطانهم على أنفسهم وأموالهم ، والشاهد على معرفته بأحوال الرعية من الطوائف المذكورة كثرة ترداده في البلاد المصرية والشامية
والحلبية ، ومعاشرته لأهلها ، واختلاطه بهم ، ووقوفه على أحوالهم ظاهرا وباطنا أما معرفته بأحوال بلاد مصر ، فإنه سافر إلى جهة الصعيد وغيرها في أيام أستاده الملك الظاهر برقوق [و] فى أول دولة الناصر أيضا ، فلذلك لم يحضر وقعة الأمير أيتمش ، وكانت يوم الأحد التاسع من ربيع الأول من سنة اثنيتين وثمانمائة ، وكان أيتمش قد انكسر وهرب إلى الشام ، ومعه خمسة من المقدمين الألوف وهم : تغرى بردى البشبعاوى أمير سلاح ، وأرغن شاه البيذمرى أمير مجلس و[ سيف الدين ] فارس حاجب الحجاب ، ويعقوب شاه الحاجب الثاني . ومن الطبلخانات تسعة ، ومن العشرينات ستة ومن العشرات خمسة عشر ، وكان النائب بدمشق إذ ذاك تنم الحسنى وبحلب أقبعا الجمالى ، وبحماة دمرداش
[المحمدى] ، وبطرابلس يونس بلطا ، وبصفد ألطنبغا العثمانى ، وبغزة قرقماس وأما معرفته ببلاد الشام فإنا كانت وطنه لكثرة أحكامه فيها ، ومعرفته بسهلها وحزمها ، وقراها ومدنا ، وخاصتها وعامتها ، وتركها وتركمانا وكردها ، وعربا وعجمها وأما معرفته بالبلاد الحلبية فإنها كانت دار حكمه ، يعرف مدبا وقراها ، والتراكمين المقيمين با طائفة طائفة ، وبيتا بيتا ، وغير ذلك من البلاد حتى بلاد أطراف الروم ، والبلاد الفرائية ، وبلاد الحجاز أيضا ، لأنه سافر إلى مكة المشرفة وهو أمير للحجاج في أيام أستاده الملك الظاهر برقوق ، في السنة التى توفى فيها برقوق ، وهى سنة إحدى وثمانمائة ، وكانت وفاته ليلة الجمعة الخامس عشر من شوال من السنة المذكورة ، وكان السلطان الظاهر قد عينه للسفر بالحجيج ، وخلع عليه بذلك قبل موته ، واستمر عليه إلى أن سافر - وهو إذ ذاك أمير طبلخانه ، ورأس نوبة - وكان أمير الركب الأول بهادر الطواشى مقدم المماليك السلطانية
الفصل السادس في استحقاقه من حيث المعرفة والذوق من أمور الشرع والسياسة وتقدم الحكم له أما معرفته فإن أحدا لا يشك أن معرفته تامة ، وأنه عارف بالأمور الدينية والدنيوية ، وأن عنده دوقا من أمور الشرع والانقياد إليه ، حتى إنه إذا تقدمت عنده دعوى وطلب أحد المتخاصمين الشرع أمره بالذهاب إليه وهو منشرح لذلك ، وذلك لمحبته فى الشرع ودوقه منه ، وكثير من الملوك والحكام إذا طلب منهم الشرع ينحرف ، لذلك عدم دوقه من أمور الشرع ، ومولانا السلطان المؤيد ناصر للشرع ومحب له ، وهذا كله من آثار العدل .
وأما تقدم الحكم له فإنه قد حكم في البلاد الشامية والطرابلسية والحلبية ، وأول توليته مدينة طرابلس فى سنة اثنتين وثمانمائة ، وذلك لما دخل السلطان الملك الناصر دمشق بعساكره بعد كسرهم تنم والعساكر الشامية على بيدراس بين عزة والرملة ولى نوابا عا القلاع الشامية ،
فولى سيدي سودون نائبا بالشام [عوضا ] عن تنم الحسنى ، وولى مولانا السلطان نائبا بطرابلس ، وكان إذ ذاك أحد المقدمين بالديار المصرية - عوضا عن يونس بلطا ، وولى الأمير دقماق [ المحمدى ] الذي كان حاجب الميسرة بمصر نائب بحماة - عوضا عن دمرداش [ المحمدى ] وولى دمرداش [ المحمدى ] نائبا بحلب عوضا عن أقبغا الجمالى ، واستمر با لطنبغا العثمانى نائبا بضفد على عادته ، وولى جركس ، والد تنم نائبا بكرك عوضا عن سودون الظريف ، وولى ماء الدين عمر بن الطحان نائبا بغزة عوضا عن أقبغا اللكاش ، وخلع على الأمير يشبك [ الشعبانى الظاهرى ] الخازندار اللالا ، واستقر دويدارا كبيرا عوضا عن سيدى سودون بحكم انتقاله إلى نيابة الشام وأما مولانا السلطان فإنه استمر على نيابة طرابلس إلى أن جاء تمرلنك على حلب وأخذها يوم السبت الثالث عشر من ربيع الأول من سنة ثلات وثمانمائة ، وجرى ما لا يخفي
على الناس ، فمسك فيها جماعة من الأمراء ، وهم مولانا السلطان نائب طرابلس إذ ذاك ، ودمرداش نائب حلب ، وسيدى سودون نائب الشام ، والأمير دقماق [المحمدى] ] نائب حماة، والأميرالطنبغا [ العثمانى ] نائب صفد والأمير باء الدين عمر[ بن الطحان] نائب غزة ، والأمير صريتمر أتابك عسكر ذمشق ، والأمير بتخاص ، والأمير بيغوت ، والأمير فارس ، والأميرآقبلاط ، والأمير يونس الحافظى ، والأمير أقمول ، والأمير شهاب الدين بن الهذبانى ، والأمير سودون الظريف آتابك حلب ، والأمير أسنبغا التاجى الحاجب - وكان قد حرض لإخراج العساكر الشامية وغيرهم من الأمراء والطبلخانات والعشروات ، وسائر الأكابر من الأعيان - ثم أطلق تمرلنئك منهم أسنبغا التاجى ومعه بطخاص البريدى ، وقال لهما : أذهبا إلى مصر ، وأخبرا بما رأيتما .
وأما مولانا السلطان فإنه استمر فى أسر تمرلئك مدة طويلة ، ولقد حررت تلك المدة فوجدتها مقدار أربعة أشهر ، وذلك لأنه أير مع من أير فى منتصف ربيع الأول من سنة
نامعلوم صفحہ