سیف مہند
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
اصناف
بالكوفة ، وذلك بقيام أبى مسلم الخراسابى ، واسمه عبد الرحمن ابن مسلم بن سنقرلون بن أسفنديار المروزى ، وحكايته طويلة ، وملخصها : أن ابرهيم بن عبد الله بن العباس بعث إلى أبى مسلم - وكان فى خراسان ، وكان إبرهيم في حميمة - وقيل بالكوفة - فبعث إليه يطلبه ، فسار إليه أبو مسلم - لا يمرون ببلد إلا سالوهم إلى أين تذهبون ؟ فيقول : إلى الحج ، ولكنه يدعو الناس خفية إلى إبراهيم بن محمد . فلما كان ببعض الطريق أتاه كتاب أخر بأن ترجع إلى خراسان وتدعو الناس ، فرجع بمن معه ، فلم يزل يدعو واحدا بعد واحد حتى صار معه [ جمع ] عظيم ، وكان إبراهيم قد أرسل إليه لواء يدعى الظل على رمح طوله أربعة عشر ذراعا ، وراية تدعى السخاب على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعا ،وهما سوداوان ، وهم أيضا لبسوا السواد ، فصار ذلك شعار بنى العباس ، ويقال : لما سار أبو مسلم إلى خراسان ، كان ابن تسع عشرة سنة ،راكبا على حمار بإكاف . ثم صار له ألوف من الجيوش ، فسمع بذلك مروان الجعدى
أخر خلفاء بى أمية ، فأرسل إليه جيشا بعد جيش ، فكل من أتى عليه انكسر بإذن الله ، ثم أرشل ورء إبراهيم بن محمد فحبسه فى حران ، فما زال فيه حتى مات، ، قيل هذم عليه جدار وقيل سم فى مشروب . وقيل غير ذلك ، فلما سمعوا بذلك ، عقدوا الخلافة للسفاح ، وكان مروان يومتد على الزاب وكان معه مائة ألف وخمسون ألفا ، فأرسل إليه السفاح عبد الله ابن على [عل] عشرين ألقا فكسرهم ، وغرق أكثرهم ، فتفرق عسكر مروان فى النهر ، فأخرالأمر لوتزل عساكر السفاح وراءه إلى أن طردوه من الشام إلى عريش ، ومن عريش إلى مصر ، ومن مصر إلى الصعيد ، فأثوا إليه فوجدوه في كنيسة بوصير فأخذوه وقتلوه ، وانقضت به دولة بني أمية ، ومدة ولايتهم إحدى وتسعون سنة وتسعة أشهر وعشرة أيام ثم إن أبا مسلم عظم أمره جدا ، وولاه السفاح على خراسان ، وأعمالها ، وقتله المنصور لأنه صرفه عن خراسان فلم يجب إليه أبومسلم ، ثم طالت بينهما المراشلات ، وأخر الأمر قدم أبو مسلم على المنصور بالمدائن فى ثلاثة آلاف رجل ، وخلف باق عسكره بخلوان ، فدخل عليه وقبل يده وأنصرف ،
فلما كان من الغد ترك المنصور بعض حرسه وقال لهم ، إذا صفقت بيديى فاخرجوا واقتلوا أبا مسلم ، ودعاه فلما حضر [ جعل ] المنصور يعدد ذنوبه وأبو مسلم يعتدر عنها ويقول ، فعلت لكم كذا وكذا ، فقال المنصور . يا ابن الخبيثة ، إنما فعلت هذا بحظئا ولو كانت مكانك أمة سوداء لفعلت ما عملت ، ألشت الكاتب إلى تبدا بنفسك قبلى الشت الكاتب إلى تخطب عمى آيسية ، وتزعم أنك من ولد سليط بن عبد الله بن العباس أتذكر تسليمك على أخى وأنا جالس فى مجلس فلا ترابى أهلا للسلام فذكر أشياء كثيرة ، ثم صفق بيده فخرجوا وقتلوه . وكان فى شعبان من سنة سبع وثلاثين وماثة ، وكان قال له : أبقنى با أمير المؤمنين لأعدائك ، فقال : ياكلب أى عدو أعدى منك ولفوه فى عباءة وألقوه في دجلة . وكان أبو مسلم قد قتل فى مدة دولته ستمائة ألف نفس صبرا ، وكان ينظر فى الملاحم ويجد خبره فيها ، وأنه مميت دولة ومحبى دولة ، وأنه يقتل ببلاد رومية ، و كان المنصور يومئد برومية المدائن التى بناها كسرى ، ول يخطر بقلب أبى مسلم أنها موضع قتله ، بل راح وهمة إلى بلاد الروم ، فلذلك حضر عند المنصور . وكان أبو مسلم ممن يشتغل بالحديث ، روى عن جماعة منهم ثابت البناني وعكرمة مولى ابن عباس :
وروى عنه جماعة منهم عبد الله بن المبارك، وعبد الله أبن شبرمة ، وقال ابن خلكان : وقد اختلف في نسبه ، فقيل إنه من العرب وقيل إنه من العجم ، وقيل إنه من الكرد ، ومولده بمدينة أصبهان ، ومنشأه الكوفة الثاني : المنصور تولى الخلافة بعد موت أخيه السفاح بالجدرى بالأنبار [ فى ] الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة ، ودفن بالأنبار . ولما تولى المنصور شرع في بناء بغداد - وكان في سنة خمس وأربعين ومائة - فجمع المهندسين والصناع والفعلاء ، وكان هو أول من وضع لينة بيده ، وقال : بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، ثم قال : أبنوا على بركة الله . وجعل لها تمانية أبواب في السور البراني ، ومثلها في الجوانى ، وليس كل واحد تجاه الأخر ولكن ازور عن الذى يقابله ، ولهدا سميت بغداد الزوراء . وكان المهندسون
رسموها بالرماد ، فمشى قى طرقها ومسالكها ، ثم سلم كل ربع منها لأمير يقوم على بنائه ، وذكر أحمد بن أبى طاهر في كتاب بغداد :، إن ذرع بغداد ثلائة وخمسون ألف جريب وسبعمائة وخمسون جريبا ، وإن عدد حماماتها ستون ألف حمام ، وأقل ما فى كل حمام خمسة أنفس ، حمامى ، وقيم ، وزبال ، ووقاد ، وسقاء . وإن بازاء كل حمام خمسة مساجد ، وذلك ثلاثمائة ألف مسجد ، وأقل ما يكون فى كل مسجد خمسة أنفس : إمام وموذن ، وقيم ومأمومان ، فتناقص ذلك كله شيئا فشيئا إلى يومنا هذا ، ولا سيما في أيام هلاون بن طولى بن جتكزخان الذى أخربها ، وقتل منها مايقرب من ألفى ألف نفس . ثم توفى أبو جعفر المنصور ، واسمه عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس ليلة السبت لست مضين من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومانة ، وكانت خلافته ثنتين وعشرين سنة إلا أياما ، وكانت وفاته بمكة ، ودفن عند ثنية المعلي ، وكان عمره خمسا وستين سنة الثالث : المهدى بن المنصور ، بويع له يوم مات أبوه
واسمه محمد[ و] لقب بالمهدى طمعا أن يكون الموعود به في الأحاديث ، وتوفى بماشبدان فى المحرم سنة تسع وستين ومائة ، وصلى عليه الرشيد ولده ، وكانت خلافته عشر سنين وشهرا ونصفا ، وكان عمره اثنتين وأربعين سنة ونصف سنة الرابع : الهادى واسمه موسى بن محمد المهدى ، وكانت خلافته سنة وشهرا وثلاثة وعشرين يوما ، وتوفى بعيساباد ليلة الجمعة النصف من ربيع الأول سنة سبعين ومانة الخامس : الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله بن العباس رضى الله عنهم ، بويع له بالخلافة يوم مات أخوه ، وكان عمره اثنتين وعشرين سنة ، وكان الهادى قد عزم على قتل الرشيد ، وعلى قتل يحبى بن خالد بن برمك ، وكان قد سجنه ، فأخرجه الرشيد من السجن ، وكان ابنه من الرضاع وولاه حينئذ الوزارة ، وفوض إليه جميع الأعمال والأمور ، ثم دارت الزوائر إلى أن قثل جعفر بن يحيى وأوقع بالبرامكة وأخذ أموالهم ، وخرب دورهم على ماهو المشهور بين أهل التواريخ ، وجعفر هو ابن يحتى بن خالد
ابن برمك بن بشتاشف ، وكان برمك مجوسيا ، قدم على هشام بن عبد الملك فأسلم على يده وتسمى بعبد العزيز ، وكان عارفا بالحكمة وأنواعها من الحساب والنجوم والطب وغير ذلك ، وكان متقدما عند الحكماء ، وأبوه ملكا من ملوك الفرس وتوفى القاضى أبو يوسف ، والإمام محمد الشيبافى والكسائي فى دولة الرشيد وتوفى الرشيد ليلة السبت مستهل جمادى الأخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة عن سبع وأربعين سنة ، فكانت مدة خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرا ونصفا ، ودفن بطوس ، وكان يقال له الموفق ، والمظفر ، والمويد السادس : الأمين محمد بن الرشيد ، بويع له بالخلافة ببغداد ، وفي عسكر الرشيد صبيحة اليوم الذى توفى فيه الرشيد ، ثم وقع بينه وبين أخيه المأمون حسد وعداوة ، وأخر الأمر خلع الأمين من الخلافة ، واستقر المأمون ، ولكن لم يستوثق له الأمر حتى قتل الأمين في بغداد فى رابع صفر من سنة ثمان وتسعين ومائة
السابع : المأمون ، استوثقت له الخلافة يوم قتل الأمين واستمر فى الخلافة إلى أن توفى بطرسوس يوم الخميس لثلات عشرة ليلة خلت من رمضان سنة تمانى عشرة ومائتين ، وكانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر ، واأسمه عبد الله المأمون بن هارون الرشيد . وفى تاريخ العسقلاتى مات بالبذندون من أرض الروم ، وحمل ودفن قى طرسوس ، وكان يغزو هناك ، وذلك لأن ملك الروم توفيل بن [ ميخائيل ]قد عدى من البحر ، وقتل جماعة من المسلمين في أرض طرسوس نحوا من ألف وستمائة إنسان ، فركب المأمون في الجيوش إليه وكسره وفرق عسكره ، وفتح من بلاد الروم تلائين حصنا ، ودخل مصر ووضع أساس اليقياس ، وفرق أموالا على فقرائها ، وكذا فعل فى الشام . وفى أيامه توفى الإمام الشافعى في سنة أربع ومانتين ، وكذلك السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم في سنة ثمان ومائتين الثامن : المعتصم محمد بن الرشيد ، بويع له بالخلافة
يوم مات أخوه بطرشوس ، وهو الذى فتح عمورية التى يقال لها انكورية ، وله فيها أمور عجيبة ، وتوفى يسر من رأى يوم الخميس لسبع عشرة ليلة [خلت ] من ربيع الأول من سنة سبع وعشرين ومائتين ، وعمره تمان وأربعون سنة ، وصلى عليه ابنه هارون الواثق ، وكانت خلافته تمالى سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام ، وكان يلقب بالسباع ، والبيطار والمثمن . أما السباع فلانه كان يصيد السباع بيده . وأما البيطار فلانه كان يصيد حمر الوحش وينعلها . وأما المشمن فمن وجوه : الأول لأنه التامن من خلفاء بنى العباس ، والثاني لأنه كان تامن ولد العباس، والثالث لأنه فتح تمانية فتوحات : بلاد بابل ، وعمورية ، قتل منها ثلاثين ألفا وستى مثلهم وكان فى سبيه ستون بطريقا ،
والزط ، وبخر البصرة ، وقلعة الإحراق ، وديار ربيعة ، والسادر ، وقتح مصر بعد عصيانها ، والرابع لأنه قتل ثمانية أعداء : بابك ، ومازيار وناطش صاحب عمورية ، والأفشين ، ورئيس الزنادقة وعجيف ، وقادن ، وقائد الرافضة والخامس فلانه أقام فى الخلافة تمانى سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام . والسادس فلانه خلف ثمانية ألف ألف
نامعلوم صفحہ