29

صيد الخاطر

صيد الخاطر

ناشر

دار القلم

ایڈیشن نمبر

الأولى

پبلشر کا مقام

دمشق

اصناف

ادب
تصوف
بالنجاة، وإنما كان بعضهم يدعو لبعض، ويستفيد منه؛ لأنهم ركب تصاحبوا فتوادوا، فالأيام والليالي مراحلهم إلى سفر الجنة.
١٢ فصل: من أحب تصفية الأحوال ٢٨ من أحب تصفية الأحوال١، فليجتهد في تصفية الأعمال، قال الله ﷿: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾ "الجن:١٩". وقال النبي ﷺ فيما يروي، عن ربه ﷿: "لو أنَّ عبادي أطاعوني، لسقيتهم المطر بالليل، وأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولم أسمعهم صوت الرعد" ٢. وقال صلى الله عليه سلم: "البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنْسَى، والديان لا ينام، وكما تدين تدان" ٣. وقال أبو سليمان الداراني٤: من صَفَّى، صُفِّيَ له، ومن كدر، كدر عليه، ومن أحسن في ليله، كوفئ في نهاره، ومن أحسن في نهاره، كوفئ في ليله. وكان شيخ يدور في المجالس ويقول: من سره أن تدوم له العافية، فليتق الله ﷿. وكان الفضيل بن عياض٥ يقول: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي. ٢٩ واعلم -وفقك الله- أنه لا يحس بضربةٍ مبنج٦؛ وإنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه.

١ الأحوال: أحوال النفس. ٢ رواه أحمد "٢/ ٣٥٩" والحاكم "٤/ ٢٥٦" وفي سنده صدقة بن موسى، قال الذهبي: ضعفوه ضعيف. ٣ رواه عبد الرازق "٢٠٢٦٢" مرسلًا عن أبي قلابة، وأحمد في الزهد ص "١٠٠" وابن أبي شيبة "٣٤٥٦٩" موقوفًا على أبي الدرداء ضعيف. ٤ عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي المذحجي، زاهد مشهور، من أهل داريا بغوطة دمشق، وتوفي ببلده سنة "٢١٥هـ". ٥ أبو علي التميمي الخراساني "١٠٥-١٨٧هـ" الإمام العابد الزاهد، شيخ الحرم المكي. ٦ مبنّج: خدر بالبنج، وهو نبات مخدر من الفصيلة الباذنجانية.

1 / 31