صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
اصناف
وما مبلغه وشدته؟
هناك مثلا ملامح معينة ل «التركيب اللغوي»
syntax
في إحدى اللغات (ما إذا كان هناك تمييز مثلا بين الأفعال اللازمة وبين النعوت) أو ل «معجم» (مفردات)
lexicon
هذه اللغة (الألفاظ الدالة على الألوان مثلا، أو المفردات الدالة على الأعداد) أو ل «استعارات»
metaphors
هذه اللغة وكناياتها
metonymies (يقول الإنجليز مثلا: «أدفأ صدري.» بينما تقول العرب: «أثلج صدري.») يقال إن هذه الملامح اللغوية تؤثر على الإدراك الحسي أو على الوظيفة التصنيفية أو الذاكرة بطرائق محددة بوضوح. ومثلما هو الحال في جميع الدعاوى النسبية الخاصة بالمتغيرات المستقلة (كالثقافة، والحقبة التاريخية، والبنية البيولوجية ... إلخ) فإن فرضيات النسبية اللغوية هي دعاوى حول تأثير «سببي»: أي أن هناك جانبا أو أكثر من جوانب اللغة يؤثر سببيا في جانب أو أكثر من الفكر. ومثل هذه التأثيرات قد تتفاوت في المقدار، ومن ثم تتفاوت الدعاوى النسبية اللغوية من حيث قوة التأثير المفترض.
ومن الجدير بالتنويه ونحن نتناول مسألة الاختبار التجريبي للنسبية اللغوية أن فشل الفرضية في جانب (لغة الألوان مثلا أو إدراك الألوان) لا يعني فشلها في كل جانب (لا ينبئنا مثلا بما إذا كان لمعجم العلاقات المكانية تأثير على الاستدلال المكاني). وجدير بالتنويه أيضا أن الأمر هنا ليس نظريا صرفا، فإذا نظرنا إلى العقل على أنه «لبنة» واحدة فإن تأييد (أو تفنيد) الفرضية في ناحية ما (اللون مثلا) سوف يؤثر على مكانتها في النواحي الأخرى. غير أن هناك أدلة متزايدة الآن على أن العقل «وحداتي»
نامعلوم صفحہ