صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
اصناف
Boundaries
لا بد لأي نظام، باعتباره كيانا قابلا للدراسة بحد ذاته، أن يكون له حدود، سواء كانت مكانية أو دينامية. والحق أن الحدود المكانية لا توجد إلا في الملاحظة الساذجة، وأن جميع الحدود هي دينامية في صميمها، فمن المحال أن يرسم المرء الحدود الخاصة بإحدى الذرات (وقد برزت تكافؤاتها، وفقا لنوعها، لكي تجذب الذرات الأخرى!) ومن المحال أن يرسم الحدود الخاصة بحجر من الأحجار (وهو تجمع من الجزيئات والذرات يتكون جله من فضاء خال وجسيمات تدور على مسافات نجمية!) أو يرسم الحدود الخاصة بكائن حي (يتبادل المادة على الدوام مع البيئة).
تتصف الحدود في الأنظمة الحية، بعكس الأنظمة غير الحية، بأنها شبه منفذة
semipermeable
تسمح للمادة والمعلومات بالتدفق في كلا الاتجاهين.
وفي مجال السيكولوجيا تعد حدود الذات شيئا أساسيا وشيئا غير ثابت في الوقت نفسه، فهي تنشأ ببطء في عملية النمو والتطور ولكنها ليست ثابتة تماما على الإطلاق. وهي تنشأ في خبرة المستقبل الحسي
proprioceptive
ومن صورة الجسم
body image ، ولكن هوية الذات لا تكتمل قبل أن تتحدد أسماء الأنا والأنت والهو. وهناك مفارقة يظهرها لنا علم النفس المرضي وهي أن حدود الذات هي حدود شديدة السيولة والتصلب معا، فالإدراك المختلط والشعور الإحيائي
animistic
نامعلوم صفحہ