صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
اصناف
is identical with ، ومن ثم فالجمل الردية في حقيقة الأمر تجسد علاقات هوية
identities . وقد كان اكتشاف علاقات الهوية وما يزال جانبا هاما من جوانب البحث العلمي، تلك الهوية التي تكون أحيانا مفاجئة لنا وغير متوقعة على الإطلاق.
6
أما «الردية»
reductionism
فهو مصطلح (ازدرائي دائما) يطلق على وجهة من الرأي تعتبر غير مقبولة. توجه تهمة الردية عندما ينعقد الرأي على أن الشيء الذي تم رده هو أكثر مما يحدده الرد. إن الصورة الزيتية مثلا مكونة من مواد كيميائية، وهي أي مواد تتكون منها قماشة اللوحة مضافا إليها الأصباغ التي فرشت على القماشة وما إلى ذلك. إلا أن هذا لا يعني أن النقد الفني فرع من الكيمياء، أو أن المفردات اللغوية التي يتطلبها بحثنا في الفن مثل: جميل، قبيح، مرسوم برعونة، مثير ، حسي ... إلخ، لها أي علاقة بلغة الكيمياء. ومن ثم فإن الجملة الردية «الصورة الزيتية ما هي إلا كيماويات.» على صحتها قد تكون مضللة إذا فهمنا منها أنها تستبعد الجمال وتقصي الخصائص الاستطيقية الأخرى.
ولعل أهم الأمثلة الحديثة على النزعة الردية هو تلك الدعوى القائلة بأن البشر ما هم إلا كائنات بيولوجية؛ أي أنهم مجرد أنظمة فيزيائية حيوية معقدة، وهو ما اعتبره الكثيرون منطويا على رد لا مسوغ له؛ أي «ردية»
reductionism .
يتبين مما سبق أن للرد وجهين: وجها أنطولوجيا وآخر إبستمولوجيا. أما الرد الأنطولوجي فينفي كيفيات الظاهرة ذات المستوى الأعلى من الوجود، وذلك بردها إلى ظواهر على مستوى أدنى. وأما الرد الإبستمولوجي فيجهد لفهم جوانب معينة من ظاهرة ما بلغة العبارات النيوروفسيولوجية دون أن يقصي أو ينفي التنوع الكيفي للوجود كما يفعل الرد الأنطولوجي
7
نامعلوم صفحہ