============================================================
صوم القلب وفرحة عند لقاء ربه". ولهذه الطائفة، كلتا الفرحتين موجودة، لأنهم يشهدون الحق ويجدون الفطور (24) من عند الحق، فإذا صام القلب في مقام المراقبة، فله المشاهدة ، وهو في جميع اليوم مستغرق هائم حاضر 3 ذاكو، بل مذكور، وذكره ذكر مذكوره إياه. فلأجله يكون غائبا عنه، حاضرا مع ما غيبه. وصوم هذا القلب: صوم شهود الله. كما ورد في الخبر: "أنا الله الذي اقتربت من قلبك، وبالغيب رأيت نوري".
ودون هذا الصوم، يختمل في حقه معنى الفزحة عند إفطاره، التحفظ من خواطر إلقاء العدو، ووساوس النفس الأمارة. فإذا انقضى صومه بسلامة عن دخول ما يفسد صومه ويفطره عن فضيلة صومه، فلأجله فرح عند إتمام 9 صومه له فهذه مجاهدة عظيمة، وصاحب هذه المجاهدة مقامه التفر الدائم. لأن التفكر، بوجود الذوق، في آلاء الله، بذوق العبد المتفكر لذة وحلاوة، يمتلى صدر العبد من لذة التفكر بمعرفة حقيقة ما فيه نظر وتفكر. 12 وذلك يمنع وساوس الشيطان وإلقاء العدو بنزول معرفة أسرار المصنوعات في القلب.
وفطور هؤلاء الطائفة الثانية على أسرار المصنوعات بواسطة التفكر. 15 فلذة كلمة حكمة أشهى للقلب من حلاوة الدنيا وما فيها. وصوم هذا القلب عن المذام وإفطاره بالمحامد. ومعنى هذا الصوم يكون من أجل الله تصحيحا للعبودية، وتطهيرا للقلب مما سوى الرب جل وعز. ويقال لهذا الصوم: 18 صوم الإرادة(1) والذوق، ولما هو أعلى من هذا: صوم الدنو والقرب والمعرفة.
والفرحة الثانية تكون عند لقاء ربه. ويحتمل لقاء الرب لأهل صوم 21
صفحہ 11