============================================================
صوم القلب والنواظر. وإذا اجتمع للعبد فضائل صوم البدن، ترقى منه إلى صوم القلب.
وفي الأول حصول صوم القلب، ثم حصول فضيلة صوم القلب. ومعنى صوم القلب: الكفة عن معاصي القلوب بالاشتغال بطاعات القلوب. وكما 3 أن لصوم البدن فضيلة، كذلك لصوم القلب (6 2) فضيلة.
ومن فضائل صوم القلب ظهور اية الصوم في الحال أو بعد ثلاثة أيام * (1)، كحالة مريم، أو كحالة زكريا، عليهما السلام، وإنهما يرزقان 6 من الأنعم الباطنية في قلويهم على سبيل إظهار الكرامة والعطاء، لو] من الأنعم الظاهرة عند الافطار مع استجابة الدعاء.
أو كحالة نبينا، عليه السلام، حيث كان يقول: "إني أبيت عند ربي 9 يطعمني ويسقيني"(2). وهذا أعلى رتبة صوم القلب. وقد أغطي هذا الصوم محمد =ا، وامته، لأن عبادة هذه الأمة في مقام المشاهدة، وذلك لكون معراجه، عليه السلام، أعلى معاريج الأنبياء. وإنما 12 صار معراجه أعلى لأن مشاهدته أوضح وأكشف: لأن قربه من الذنو في حضرة العزة كان أقرب مقامات الأنبياء. فلأجل ذلك ظهر فضل درجات أمته على سائر الأمم لعلو أحوالهم من الله ومع الله. ولهذا قال، عليه السلام: "اعلماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل"، يعني: العلماء بالله في أمتي بفضل الأحوال، وظهور الآيات والعلامات من خلع الولايات، أقاموا بعد انقطاع النبوة على منهج النبي، عليه السلام، يدعون الخلق إلى الحق، إلى يوم 18
صفحہ 15