265

الصواعق المرسلة

الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية

ناشر

دار العاصمة،الرياض

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

من الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل الحديث والفقه، والثاني باطل فإن مخالفات الصحابة لعمر ﵁ أكثر من أن يكتب في هذا المختصر، وأشهر أن يخفى على من له إلمام بكتب الحديث والأثر، ثم كيف يصح القول بحجية فعل عمر ﵁ عموما كما زعم هذا المؤلف فقد أخطأ عمر ﵁ في مسائل: منها عدم جواز التيمم عنده لمن أجنب فلم يجد الماء. ومنها عدم جواز التمتع في الحج عنده. ومنها قوله: إن لمعتدة ١الثلاث السكنى والنفقة، إلى غير ذلك من الأمور التي أخطأ فيها، ورجع فيها إلى الصواب. وكان الصديق ﵁ يقومه في أشياء كثيرة، كما قومه يوم صلح الحديبية، ويوم موت النبي ﷺ، بل كان آحاد الناس يبين له الصواب فيرجع إلى قوله، كما راجعته أمرأة في قوله:"لئن بلغني أن أحدا زاد صداقه على صداق أزواج النبي ﷺ وبناته إلا رددت الفضل في بيت المال" فقالت له امرأة: لم تحرمنا شيئا أعطانا الله إياه؟ وقرأت قوله تعالى: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا﴾ ٢ [النساء: آية ٢٠] فرجع إلى قولها وقال في لفظ آخر: الله أكبر أصابت امرأة وأخطأ عمر، وأمثال هذا كثير.
إذا عرفت هذا فليس في قول ﷺ: "إن الله جعل الحق

١ في الأصل وط الرياض "المعتدة".
٢ الحديث رواه أحمد وأهل السنن. وسرد طرقه ابن كثير في تفسير الآية.

1 / 267