منها هيكل يخصه وصنم يخصه وعبادة تخصه وكل هؤلاء مرجعهم إلى عبادة الأصنام لأنهم لا يستمر لهم طريقة إلى شخص خاص على كل شكل ينظرون إليه ويعكفون عليه إلى أن قال (ومنهم) من يعبد النار حتى اتخذوها إلها معبودة وبنوا لها بيوتا كثيرة وجعلوا لها الحجاب والخزنة حتى لا يدعوها تخمد لحظة ومن عبادتهم أنهم يطوفون بها ومنهم من يلقي نفسه فيها تقربا إليها ومنهم من يلقي ولده فيها متقربا إليها ومنهم عباد زهاد عاكفين صائمين لها ولهم في عبادتها أوضاع لا يخلون بها ومن الناس طايفة تعبد الماء وتزعم أنه أصل كل شئ ولهم في عبادته أمور ذكرها منها تسبيحه وتحميده والسجود له ومن الناس طايفة عبدت الحيوان منهم من عبد البقر ومنهم من عبد الخيل ومنهم من عبد البشر ومنهم من عبد الشجر ومنهم من عبد الشيطان قال تعالى ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان الآيتين قال ومنهم من يقر أن للعالم صانعا فاضلا حكيما مقدسا عن العيوب والنقائص قالوا ولا سبيل لنا إلى الوصول إليه إلا بالوسائط فالواجب علينا أن نتقرب إليه بتوسطات الروحانيات القريبة منه فنحن نتقرب إليهم ونتقرب بهم إليه فهم أربابنا وآلهتنا وشفعاؤنا عند رب الأرباب وإله الآلهة فما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فحينئذ نسأل حاجاتنا منهم ونعرض أحوالنا عليهم ونصبوا في جميع أمورنا فيشفعون إلى إلهنا وإلههم وذلك لا يحصل إلا باستمداد من جهة الروحانيات وذلك بالتضرع والابتهال من الصلوات لهم والزكاة وذبح القرابين والبخورات وهؤلاء كفروا بالأصلين الذين جاءت بها جميع الرسل أحدهما عبادة الله وحده لا شريك له والثاني الإيمان برسله وما جاؤوا به من عند الله تصديقا وإقرارا وانقيادا وهذا مذهب المشركين من سائر الأمم قال والقرآن والكتب الإلهية مصرحة ببطلان هذا الدين وكفر أهله قال فإن الله سبحانه ينهى أن يجعل غيره مثلا له وندا له وشبها فإن أهل الشرك شبهوا من يعظمونه ويعبدونه بالخالق وأعطوه خصائص الإلهية وصرحوا أنه إله وأنكروا جعل الإلهية إلها واحدا وقالوا اصبروا على آلهتكم وصرحوا بأنه إله معبود يرجى ويخاف ويعظم ويسجد له وتقرب له القرابين إلى غير ذلك من خصائص العبادة التي لا تنبغي إلا لله تعالى قال الله تعالى فلا تجعلوا لله أندادا وقال ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا (الآية) فهؤلاء جعلوا
صفحہ 54