والسنة وإجماع الأمة القطعي والإمام العدل الذي أجمعت إمامته جميع الأمة فإن عاندوا بعد ذلك أقيم عليهم حد القتل ومع هذا كله تجعلون من خالفكم في مفاهيمكم الفاسدة التي لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتبعكم عليها ويقلدكم فيها كافرا وتحتجون بهذه القصة بل والله لو احتج بها محتج عليكم وجعل سبيلكم سبيل الذين استحلوا الخمر لكان أقرب إلى الصواب من احتجاجكم بها على من خالفكم جعلتم أنفسكم كعمر في جميع المهاجرين والأنصار فإنا لله وإنا إليه راجعون ما أطمها من بلية ومن العجايب أيضا احتجاجكم بعبارة الشيخ التي في الإقناع أن من قال إن عليا إله وأن جبريل غلط فهذا كافر ومن لم يكفره فهو كافر فيا عجب العجب وهل يشك مسلم أن من قال مع الله إلها آخر لا على ولا غيره أنه مسلم وهل يشك مسلم أن من قال إن الروح الأمين صرف النبوة عن علي إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا مسلم ولكن أنتم تنقلون أن من قال علي إله إلى من سميتم أنتم إنه إله ومن فعل كذا وكذا فهو جاعله إله فتلبسون على الجهال فلم لم يقل أهل العلم إن من يسأل مخلوقا شيئا فقد جعله إلها أو من نذر له أو من فعل كذا وكذا ولكن هذه تسميتكم التي اخترعتموها من بين سائر أهل العلم وحملتم كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم رحمهم الله على مفاهيمكم الفاسدة فإنا لله وإنا إليه راجعون (فصل) ولنذكر شيئا مما ذكره بعض أهل العلم في صفة مذهب المشركين الذين كذبوا الرسل صلوات الله وسلامه عليهم قال ابن القيم كان الناس على الهدى ودين الحق فكان أول من كادهم الشيطان بعبادة الأصنام وإنكار البعث وكان أول من كادهم من جهة العكوف على القبور وتصوير أهلها كما قصه الله عنهم في كتابه بقوله لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا (قال) ابن عباس هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا عليها يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى هلك أولئك ونسخ العلم عبدت (انتهى) فأرسل الله لهم نوحا بعبادة الله وحده فكذبوه فأهلكهم الله بالطوفان ثم إن عمرو بن عامر أول من غير دين إبراهيم عليه السلام واستخرج أصنام قوم نوح من شاطئ البحر ودعى العرب إلى عبادتها ففعلوا ثم إن العرب بعد ذلك بمدة عبدوا ما استحسنوا ونسوا ما كانوا عليه واستبدلوا بدين إبراهيم
صفحہ 52