وأنها خلاف دين الإسلام وأنه يجب التوبة منها أنها أخف بكثير من فتنة الشبهات التي تضل عن دين الإسلام ويكون صاحبها من الأخسرين إعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا وفي الحديث الصحيح هلك المتنطعون قالها ثلاثا فإنا لله وإنا إليه راجعون أنقذنا الله وإياكم من الهلكة أنه رحيم (فصل) ومما يدل على بطلان مذهبكم ما أخرجه الإمام أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة من حديث عمرو بن الأحوص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع إلا أن الشيطان قد آيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم فيرضى بها وفي صحيح الحاكم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال الشيطان قد آيس أن يعبد في أرضكم ولكن يرضى أن يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من أعمالكم فاحذروا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اعتصمتم به لم تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه (انتهى) وجه الدلالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر في هذا الحديث الصحيح أن الشيطان يئس أن يعبد في بلد مكة وكذلك بقوله أبدا لئلا يتوهم متوهم أنه حد ثم يزول وهذا خبر منه صلى الله عليه وسلم وهو لا يخبر بخلاف ما يقع وأيضا بشرى منه صلى الله عليه وسلم لأمته وهو لا يبشرهم إلا بالصدق ولكنه حذرهم ما سوى عبادة الأصنام لا ما يحتقرون وهذا بين واضح من الحديث وهذه الأمور التي تجعلونها الشرك الأكبر وتسمون أهلها عباد الأصنام أكثر ما تكون بمكة المشرفة وأهل مكة المشرفة أمراؤها وعلماؤها وعامتها على هذا من مدة طويلة أكثر من ستمائة عام ومع هذا هم الآن أعداؤكم يسبونكم ويلعنونكم لأجل مذهبكم هذا وأحكامهم وحكامهم جارية وعلماؤها وأمراؤها على إجراء أحكام الإسلام على أهل هذه الأمور التي تجعلونها الشرك الأكبر فإن كان ما زعمتم حقا فهم كفار كفرا ظاهرا وهذه الأحاديث ترد زعمكم وتبين بطلان مذهبكم هذا وقد قال صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي في الصحيحين وغيرها بعد فتح مكة وهو بها لا هجرة بعد اليوم وقد بين أهل العلم أن المراد لا هجرة من مكة وبينوا أيضا أن هذا الكلام منه صلى الله عليه وسلم يدل على أن مكة لا تزال دار إيمان بخلاف مذهبكم فإنكم توجبون الهجرة منها إلى بلاد الإيمان بزعمكم التي سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاد الفتن وهذا
صفحہ 47