الدعاء كمغفرة الذنوب وإنزال المطر وإنبات النبات ونحو ذلك مما أنه ذكر أن هذا وإن كان كفرا فلا يكفر صاحبه حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها وتزول عنه الشبهة ولم يحكه عن قوله أي التكفير بالدعاء المذكور إجماعا حتى تستدلون أنتم عليه بالعبارة بل والله لازم قولكم تكفير الشيخ بعينه وأحزابه نسأل الله العافية ومما يدل على أن ما فهمتم من العبارة غير صواب أنهم عدوا الأمور المكفرات فردا فردا في كتاب الردة في كل مذهب من مذاهب الأئمة ولم يقولوا أو واحد منهم من نذر لغير الله كفر بل الشيخ نفسه الذي تستدلون بعبارته ذكر أن النذر للمشايخ لأجل الاستغاثة بهم كالحلف بالمخلوق كما تقدم كلامه والحلف بالمخلوق ليس شركا أكبر بل قال الشيخ من قال انذروا لي تقضى حوائجكم يستتاب فإن تاب وإلا قتل لسعيه في الأرض بالفساد فجعل الشيخ قتله حدا لا كفرا وكذلك تقدم عنه من كلامه في خصوص النذور ما فيه كفاية ولم يقولوا أيضا من طلب غير الله كفر بل يأتي إن شاء الله تعالى ما يدل على أنه ليس بكفر ولم يقولوا من ذبح لغير الله كفر أتظنهم يحكون العبارة ولا عرفوا معناها أم هم أوهموا الناس إرادة لإغوائهم أم أحالوا الناس على مفهومكم منها الذي ما فهمه منها من أوردها ولا من حكاها عمن أوردها أم عرفتم من كلامهم ما إن جهلوا هم أم تركوا الكفر الصراح الذي يكفر به المسلم ويحل ماله ودمه وهو يعمل عندهم ليلا ونهارا جهارا غير خفي وتركوا ذلك ما بينوه بل بينوا خلافه حتى جئتم أنتم فاستنبطتموه من كلامهم لا والله بل ما أرادوا ما أردتم وأنهم في واد وأنتم في واد (ومما) يدل على أن كلامكم وتكفيركم ليس بصواب أن الصلاة أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ومع هذا ذكروا أن من صلاها رياء الناس ردها الله عليه ولم يقبلها منه بل يقول الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه ويقول له يوم القيامة أطلب ثوابك من الذي عملت لأجله فذكر أن ذلك يبطل العمل ولم يقولوا إن فاعل ذلك كافر حلال المال والدم بل من لم يكفره كما هو مذهبكم فيما أخف من ذلك بكثير وكذلك السجود الذي هو أعظم هيئات الصلاة الذي هو أعظم من النذور والدعاء وغيره فرقوا فيه وقالوا من سجد لشمس أو قمر أو كوكب أو صنم كفر وأما السجود لغير ما ذكر فلم يكفروا به بل عدوه في كبائر المحرمات ولكن حقيقة الأمر إنكم ما قلدتم أهل العلم
صفحہ 34