السرد القصصي في القرآن الكريم
السرد القصصي في القرآن الكريم
اصناف
ونترك يوسف تركا فنيا شائقا رائعا لنرى إلى الإخوة ماذا صنعوا مع أبيهم.
وجاءوا أباهم عشاء يبكون * قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون (سورة يوسف: آية 16-18).
وتترك القصة الأب مطمئنا إلى عدل ربه، والها على بعاد ابنه الأثير، ونرجع مرة أخرى إلى يوسف في غيابة الجب.
وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم
3
فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون * وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين (سورة يوسف: من آية 19-20).
في هذه الآيات نرى قاعدة من أم القواعد القصصية، فهؤلاء الأشخاص الذين التقطوا يوسف وباعوه نكرات مسرحية؛ ولذلك لم تهتم القصة بذكر شأنهم؛ من هم، وماذا كانوا يفعلون ولم ذهبوا إلى مصر. كل هذا لا يهم القصة، فهي لا تذكر عنه حرفا. إنهم نكرات كان دورهم أن يصلوا بيوسف إلى مصر. وقد فعلوا. إنهم أداة للحدث .. لا تؤثر شخصياتهم في الحدث ذاته .. فالقصة إذن تهملهم وتمر بأمرهم عرضا دون إطالة أو بحث، وكانوا فيه من الزاهدين. في هذه الكلمات القلائل قمة من القمم الفنية. إنهم زاهدون فيه لأنهم لا يعرفون قيمته، شأن الجاهل إذا وجد جوهرة من الماس، وظن أنها من الزجاج، فهو فيها زاهد وهو يبيعها بثمن بخس. مفارقة فنية بارعة؛ فلو كان هؤلاء السيارة يعرفون قيمة يوسف وما سيصير إليه أمره لما اكتملت القصة. لو كانوا يعرفون مكانة يوسف هذا عند أبيه لرجعوا به إليه، ولما اكتملت القصة، وإنما هم فيه زاهدون.
أين استقر المقام بيوسف .. ما مصيره؟
وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه
4
نامعلوم صفحہ