وضايقني السؤال، وترددت لحظة لا أدري ماذا أقول، ثم أرغمني حرج الموقف على أن أقول بصوت لا يكاد يسمع: إنها ست طيبة!
فقالت بعجلة: إني أسألك ألا تحبها؟!
وشعرت بأن الكذب ينقلب فضيلة في حضرة النساء، فقلت باستياء أخفيته بابتسامة: كلا!
فانبسطت أساريرها وسألت باهتمام: كم مضى على زواجك؟
فقلت وقد أهاجت سيرة الزواج أشجاني: قرابة عامين! - ألم تكن تحبها قبل؟ - كلا. - زوجوك منها بغير سابق معرفة؟ - نعم.
فهتفت بغضب: يا له من إثم لا يغتفر! وهي ألا تحبك؟!
فقلت صادقا لأول مرة: إنها لا تحب الحب!
واتسعت عيناها دهشة، وفتحت فاها - رأيت في جانب فمها سنتين ذهبيتين لأول مرة - وقالت: آه (بصوت ممطوط) .. فهمت كل شيء. توجد نساء على هذه الشاكلة، لم لا، ليس كل النساء بالكاملات.
وتبادلنا نظرة طويلة في ابتسام وصمت، ثم سألتها ضاحكا: وأنت، ألست متزوجة؟
فقالت وهي لا تحول عينيها عني: لست إلا أرملة، كان زوجي لواء عظيما يدعى علي باشا سلام، تزوجني على كبر وتزوجته على صغر، ثم مات من بضع سنين فعدت إلى أمي نعيش معا، والله وحده يعلم مع من أعيش غدا!
نامعلوم صفحہ