136

ثم إلتفتت الى قبر أبيها- ص- متمثلة بقول هند ابنة أثاثة @HAD@ :

قد كان بعدك أنباء وهنبئة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

واختل قومك لما غبت وانقلبوا

أبدت رجال لنا فحوى صدورهم

لما قضيت وحالت دونك الترب

وزاد في بعض الروايات هنا:

ضاقت علي بلادي بعد ما رحبت

وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب

فليت قبلك كان الموت صادفنا

قوم تمنوا فأعطوا كلما طلبوا

تجهمتنا رجال واستخف بنا

وارغبت عنا فنحن اليوم نغتصب (1)

قال: فما رأيت اكثر باكية وباك منه يومئذ، ثم عدلت الى مسجد الأنصار فقالت:

يا معشر البقية، ويا عماد الملة، وحصنة الاسلام، ما هذه الفترة في حقي والسنة عن ظلماتي؟ أما كان لرسول الله (ص) أن يحفظني ولده، سرعان ما أحدثتم عجلان ذا اهالة، أتزعمون مات رسول الله- ص- فخطب جليل استوسع وهنه، واستهتر فتقه، وفقد راتقه، وأظلمت الأرض له، واكتأبت لخيرة الله، وخشعت الجبال، وأكدت الآمال (2) واضيع الحريم، وارملت الحرمة، فتلك نازلة اعلن بها في كتاب الله في قبلتكم- افنيتكم- ممساكم ومصبحكم هتافا هتافا، ولقبله ما حلت بأنبياء الله ورسله، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين (3) .

أيها بني قيلة (4) أهضم تراث أبيه، وأنتم بمرءا وبمسمع، تكبسكم الدعوة،

صفحہ 143