وتظاهر بعدم الاكتراث. وذكر أنه فعل مثل هذا مرة في بعض مخاطراته السياسية ولم تقع هذه الذكرى موقعا حسنا من نفسه لأمر ما.
وكان مدخل الغار رطبا مظلما ونظر فيه سانين وانفرجت شفتاه عن «برررر» واستسخف من يوري أن يرتاد مكانا خطرا يكرب النفس لا لسبب سوى أن الناس يشهدونه وهو يفعل ذلك.
وكان يوري شديد الإحساس بنفسه فأوقد الشمعة وهو يقول لنفسه: «إني أعالج ما يضحك مني الناس أليس كذلك؟»
ولكن الواقع أنه بدل أن يثير سخرهم فاز بالإعجاب ولا سيما من النساء اللواتي راقهن منه ذلك وأعجبهن إلى حد الإزعاج.
وتمهل يوري إلى أن أضاءت الشمعة ثم ضحك تفاديا من التضاحك وغاب في ظلام الغار وكأنما اختفى النور معه فقلقوا عليه وودوا لو يعرفون ماذا عسى أن يقع له.
وصاح به ريازانتزيف: «احذر الذئاب.»
فتهدى إليه من جوف الغار صوت ضعيف غريب يقول: «لا خوف فإن معي مسدسا.»
تقدم يوري في بطء وحذر وكانت جوانب الغار قصيرة وعرة رطبة والأرض من الوعوثة وعدم الاستواء بحيث كادت تزل به قدمه مرتين في جحر وخطر له أن الأحجى أن يعود وأن يبقى مكانه برهة ليؤاتيه أن يدعي أنه توغل.
وفجأة وقع أقدام وراءه تخطو على الطين البليل ونفس مسرع فرفع يده بالشمعة وصاح مذهولا: «سينا كرسافينا.» - «هي بعينها» وأمسكت بثوبها وتخطت الجحر بخفة.
وسر يوري أن تكون هذه الفتاة الجميلة هي التي جاءت فحياها بعينين ضاحكتين.
نامعلوم صفحہ