وكانت ليدا أقصر من أخيها وأجمل، وعليها من العذوبة ولين القوة فتنة تميزها، وفي عينيها السوداوين نظرة شامخة، ولصوتها الذي تباهي به رنة موسيقية ملأى. فأقبلت على مهل تخطر برشاقة وإحدى يديها ممسكة بثوبها السابغ، وأقبل من بعدها ضابطان شابان. - «من الجميل؟ أهو أنا؟»
وأشاعت في الحديقة سحر صوتها وجمالها وصباها.
ومدت إلى نوفيكوف يدها، وعينيها إلى أخيها وكانت أبدا في حيرة من أمره لا تدري أجاد هو أم هازل.
وقبض نوفيكوف على يدها واضطرم وجهه، ولكن ليدا لم تلمح انفعاله وكانت قد ألفت منه نظرة الاحترام والحياء التي لم تضايقها.
وقال أجمل الضابطين وهو ناصب قامته كالجواد المتفحل: «عم مساء فلاديمير بتروفتش (سانين).»
وكان سانين يعلم أنه سارودين وأنه كابتن في فرقة الفوارس وأنه ألح عشاق ليدا.
وكان صاحبه «الملازم» تاناروف يعد سارودين مثال الجندي ويحكيه في كل شيء ويضرب على قالبه في كل أمر، وكان صموتا ليس له رشاقة سارودين ولا قسامته.
فقال سانين مجيبا أخته في رزانة: «نعم أنت!» - «إني لجميلة لا شك! ولقد كان ينبغي لك أن تقول إن جمالي لا سبيل إلى وصفه.»
وضحكت جذلة وهوت إلى كرسي وهي ترشق أخاها سانين بعينيها. ورفعت ذراعيها وبدت بذلك معالم صدرها الجميل، وأخذت تخلع قبعتها فسقط دبوس طويل على الحصى فهدل شعرها ونقابها، فصاحت بالملازم الصموت بصوت أجش: «أندريه بافلوفتش! أعني.»
وتمتم سانين كمن يفكر بصوت عال وعينه مصوبة إلى أخته: «نعم إنها جميلة.»
نامعلوم صفحہ