سمط النجوم العوالي
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
تحقیق کنندہ
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
ناشر
دار الكتب العلمية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
تاریخ
فاستبشرت وَقَالَت كَلِمَات لم أسمع بِمِثْلِهَا قد جعلهَا الله تَوْبَة وارتفع دعاؤهما فِي وَقت وَاحِد وخرقت أصواتهما الْحجب حِجَابا حِجَابا وكل مَلأ من الْمَلَائِكَة دَعَا لَهما من سَمَاء إِلَى سَمَاء إِلَى تَحت الْعَرْش فَأجَاب الله دعاءهما وَأوحى إِلَى حَوَّاء إِنِّي قد غفرت لَك ولآدم خطيئتكما وتبت عَلَيْكُمَا وَأَنا التواب الرَّحِيم فتقدمي إِلَى مَكَّة وصومي شهر رَمَضَان كَمَا صَامَ آدم فصامت وَالْمَلَائِكَة فِي كل لَيْلَة تأتيها بفطرها من الرطب وَقيل إِن النَّخْلَة عِنْدهَا فِي الْحجاز نزلت وَمِنْهَا كَانَ يحمل إِلَى آدم كل لَيْلَة فَلهَذَا الْحجاز بلد النّخل وَلما تمّ شهر رَمَضَان قَالَ آدم كنت أنظر إِلَى ملائكتك يطوفون بِبَيْت تَحت عرشك ويسبحون حوله فآنس بهم وَقد اشْتهيت أَن لَو كَانَ فِي الأَرْض مثله أَطُوف بِهِ وأسجد حوله فَأوحى الله إِلَيْهِ يَا آدم أَنا الَّذِي ألهمتك أَن تَقول ذَلِك لما سبق فِي علمي من عمَارَة بَيت فِي الأَرْض لَك ولولدك أظهر مَكَانَهُ وَأعظم ذكره وشأنه حِيَال ذَلِك الْبَيْت الَّذِي رَأَيْته تَحت عَرْشِي أبوئ مَكَانَهُ لولد من ولدك يبنيه وَيرْفَع قَوَاعِده ويجعله حجا لولدك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة يأْتونَ إِلَيْهِ من كل فج عميق يريدونه وَقد أثقلت الْخَطَايَا ظُهُورهمْ فَأغْفِر لَهُم كل خَطِيئَة فسر إِلَيْهِ أبوئك مَكَانَهُ فيعظم ذكره وشأنه فَمن يلوذ بِهِ صَادِقا فَهُوَ ضَيْفِي فَأَنا أكْرم الأكرمين فتأهب آدم للمسير وَأرْسل الله إِلَيْهِ جِبْرِيل بعصا من آس الْجنَّة يتَوَكَّأ عَلَيْهَا فِي مسيره وَتَكون لَهُ عونًا على خطواته فَلَمَّا رَآهَا آدم بَكَى وَقبلهَا ووضعها على عَيْنَيْهِ وَوَجهه وَقَالَ يَا جِبْرِيل أَتَرَى رَبِّي يُعِيدنِي إِلَى الْجنَّة فَقَالَ يَا آدم مَا تَابَ عَلَيْك إِلَّا وَهُوَ رادك إِلَيْهَا فَلَا تيأس من رَحْمَة الله فَأخذ الْعَصَا بِيَدِهِ وَشد عَلَيْهِ مَا بَقِي من الْوَرق وَقد نسفت الرّيح أَكْثَره بِالْهِنْدِ وناداه الْجَبَل يَا صفوة الله كنت آنس بك وأفتخر على جبال الأَرْض فَإلَى أَيْن ترحل عني فَقَالَ آدم بِأَمْر رَبِّي هَبَطت عَلَيْك وبأمره ارتحلت عَنْك فَبكى الْجَبَل بكاء شَدِيدا لفراقه فَبَارك فِيهِ آدم وشرفه بنبات من أطيب الشّجر وأكثرها مَنْفَعَة وَسَار آدم وَجِبْرِيل يهديه الطَّرِيق والعصا بِيَدِهِ يطوي المفاوز والقفار والبحار فَكَانَت بَين الخطوة والخطوة قفرًا سبسبًا لَا عمَارَة فِيهَا وَفِي مَوَاضِع عَصَاهُ بساتين
1 / 104